بيان صادر عن الحزب الشيوعي الفلسطيني حول قرار مجلس الأمن الأخير بشأن غزة

 

يرفض الحزب الشيوعي الفلسطيني رفضًا قاطعًا القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن بشأن قطاع غزة، والذي جاء نتيجة مبادرة أميركية منحازة بالكامل لمصالح الاحتلال الصهيوني وشريكة في العدوان المستمر على شعبنا. 
إن هذا القرار يتجاوز الإرادة الوطنية الفلسطينية، ويشكّل محاولة مكشوفة لفرض وقائع جديدة تتقاطع مع المشروع الصهيوني في تقويض حقوق شعبنا وتصفية قضيته العادلة.
إن القرار المطروح لا يمثّل خطوة نحو أي سلام حقيقي، بل يسعى إلى فرض وصاية دولية مرفوضة على قطاع غزة، وإعادة إنتاج محاولات عزل القطاع وفصله عن الضفة الغربية والقدس، بما يخدم المخطط الهادف إلى تمزيق وحدة فلسطين الجغرافية والسياسية.
إن هذا التوجه يعكس مجددًا طبيعة الدور الأميركي الداعم لسياسات الاحتلال، ومحاولاته المستمرة لإعادة صياغة الصراع وفق شروط العدو.
ويؤكد الحزب الشيوعي الفلسطيني أنّ أي وجود دولي أو قوة عسكرية تُفرض على قطاع غزة دون موافقة واضحة من شعبنا وقواه المقاومة، هو شكل جديد من أشكال الاحتلال، وسيواجه بالأسلوب ذاته الذي يواجه به الاحتلال الصهيوني. إن شعبنا لن يقبل أي محاولة لانتقاص قراره الوطني أو تدويل إدارة أرضه ومصيره.
كما يجدد الحزب موقفه الثابت بأن المقاومة الفلسطينية، وبكافة أشكالها، هي حق مشروع لشعب يقع تحت الاحتلال، ويستند هذا الحق إلى المبادئ التاريخية والمواثيق الدولية التي تكفل للشعوب مقاومة الاستعمار بكافة أشكاله. إن مستقبل السلاح وقرار توجيهه هو شأن فلسطيني خالص، يحدده مسار التحرير وإرادة القوى الشعبية المقاومة، وليس أداة تفاوض بيد القوى الدولية أو الإقليمية.
وفي الوقت الذي يُسجَّل فيه تراجع مخزٍ في الموقف العربي الرسمي، ونبرة مترددة لدى بعض الأطراف الدولية التي امتنعت عن اتخاذ موقف واضح ضد هذا القرار الجائر، فإنّ الحزب يحذّر من أي محاولة للالتفاف على ما التزمت به قوى المقاومة أو استغلال الوضع الإنساني لفرض حلول تنتقص من حقوق شعبنا الوطنية.
ويؤكد الحزب الشيوعي الفلسطيني أنّ المدّ الشعبي العالمي المتصاعد تضامنًا مع قضية فلسطين يجب أن يُستثمر في تعزيز الرواية الفلسطينية وترسيخ عزل الكيان الصهيوني على المستوى الدولي، وعلى الدول الضامنة للاتفاقات المتعلقة بوقف إطلاق النار أن تتحمل مسؤولياتها في إلزام الاحتلال بوقف عدوانه فورًا، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وفتح المعابر دون قيد لإدخال المساعدات الإنسانية.
وفي الختام، يدعو الحزب الاحزاب الشيوعية والعمالية وأحرار العالم، وجماهير الشعوب الحية، إلى تصعيد التضامن والنضال ضد الإمبريالية والصهيونية، دعمًا لكفاح شعبنا الفلسطيني الذي أثبت أن إرادة التحرر لا يمكن أن تُهزم، وأن المقاومة ستبقى ما بقي الاحتلال.
الحزب الشيوعي الفلسطيني
فلسطين المحتلة
إلغاء لقاء ويتكوف والحية في أنقرة تحت ضغوط إسرائيلية
كشفت وسائل إعلام عبرية سبب إلغاء اللقاء الذي كان من المقرر أن يتم بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ورئيس حركة «حماس» في غزة خليل الحية.
وبحسب ما ذكره موقع «واللا» العبري، فإن إلغاء اللقاء الذي كان من المقرّر أن يُعقد مساء اليوم تم بسبب انتقادات وضغوط حالت دون عقده.
ولفت الموقع إلى أن جهات إسرائيلية اعتبرت أن لقاء المبعوث الأميركي مع الحية سيشكل اعترافاً بمكانة «حماس» ويجعل الانتقال إلى المرحلة التالية من المفاوضات أكثر صعوبة.
وقال: «من المفترض أن يتناول اللقاء المرتقب مسألة اليوم التالي في قطاع غزة، ومن المتوقع أن يثير انتقادات نظراً إلى أن «حماس مُعرّفة كـمنظمة إرهابية».
وهذه ليست أول مرة يلتقي فيها ويتكوف والحية، ففي شهر تشرين الأول التقيا في شرم الشيخ قبل لحظات من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار. وفي ذلك اللقاء، حضر أيضاً جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب.
ترامب يعلن السعودية حليفاً رئيسياً من خارج «الناتو»
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تصنيف السعودية «حليفاً رئيسياً من خارج حلف شمال الأطلسي»، مؤكداً أن «الشراكة الكبيرة مع السعودية ستمضي قدماً بمصالح البلدين».
وقال خلال مأدبة عشاء أقامها على شرف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: «نرفع تعاوننا العسكري إلى مستويات أعلى بتصنيفنا رسمياً السعودية حليفاً رئيسياً من خارج حلف الأطلسي، وهو أمر بالغ الأهمية».
ولم تحصل على هذا التصنيف في وقتٍ سابق إلا 19 دولة أخرى.
وقال الرئيس الأميركي في مستهل كلمته مرحباً بولي العهد السعودي: «أرحب بالصديق والرجل ذي الرؤية الرائعة ولي العهد السعودي، سعداء بوجوده بيننا». وأضاف: «ألتقي ولي العهد السعودي بعد 8 عقود من لقاء الملك عبد العزيز مع روزفلت».
وأوضح ترامب أن «التطور الكبير في السعودية يفتح الباب أمام تعزيز التنسيق معها»، مشيراً إلى أنه سيتم توقيع «اتفاقيات رائعة مع السعودية في الذكاء الاصطناعي والمعادن».

تفاصيل الاتفاقيات الموقعة مع الرياض
نشر البيت الأبيض في بيان تفاصيل الشراكة الاقتصادية والدفاعية بين الولايات المتحدة والسعودية، عقب لقاء ترامب وبن سلمان في واشنطن أمس الثلاثاء.
وأوضح البيان أن البلدين وقّعا بياناً مشتركاً حول إتمام مفاوضات التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية، وهو ما يضع الأساس القانوني لشراكة نووية مدنية بمليارات الدولارات تمتد لسنوات.
وأكد البيان أن الولايات المتحدة ستكون شريكاً للسعودية في التعاون النووي المدني، لافتاً إلى أن البلدين وقّعا اتفاقاً إطارياً لتعميق التعاون في المعادن النادرة ولتنسيق الإستراتيجيات الوطنية لتنويع سلاسل توريد هذه المعادن.
وذكر أن البلدين وقعا مذكرة تفاهم في مجال الذكاء الاصطناعي «من شأنها أن تحمي التكنولوجيا الأميركية من النفوذ الأجنبي وتتيح للسعودية إمكانية الوصول إلى الأنظمة الأميركية».
وبحسب البيان، وقع ترامب وبن سلمان اتفاقية الدفاع الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والسعودية، كما وافق ترامب على صفقة دفاعية كبرى تشمل تسليم مقاتلات «إف-35» مستقبلاً، وتم التوصل إلى اتفاق لشراء السعودية نحو 300 دبابة أميركية.
تفكيك السردية في زمن الإبادة
تنظّم «أكاديمية دار الثقافة» جلسة نقاشية موسّعة تحت عنوان «الثقافة بعين العدو»، يوم الخميس 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري في مركز الأكاديمية في مخيم مار الياس.
تهدف الندوة إلى محاولة قراءة ما يشهده العالم من تحوّلات ثقافية بعد الطوفان، وكيف استطاعت غزّة أن تعيد قلب المشهد العالمي، لا عبر السياسة وحدها، بل عبر الخطاب الثقافي واللغوي الذي كسَر احتكار الرواية وهيمنة الاستعمار الثقافي. يشارك في الجلسة كلٌّ من الباحث عبد الملك سكرية، والكاتب والروائي مروان عبد العال.
ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة أنشطة تهدف إلى استعادة دور الثقافة كقوة سياسية فاعلة، وكسلاح قادر على تفكيك خطاب العدو وإعادة بناء صورة الإنسان الفلسطيني بصورته الحقيقية، بعيداً من التشويه الإعلامي الممنهج.

* «الثقافة بعين العدو»: 20 تشرين الثاني (نوفمبر) - الساعة 12 ظهراً - «أكاديمية دار الثقافة» (مخيم مار الياس ـ بيروت). للاستعلام:
cultureacademy@outlook.com
كتائب الشهيد أبو علي مصطفى تنعي رفيقها الشهيد المقاتل البطل "حازم رمزي عيد"
نعت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى رفيقها الشهيد المقاتل البطل "حازم رمزي عيد"، الذي ارتقى  شهيداً على طريق القدس خلال اقتحامه هو ومجموعة من المقاتلين لمواقع العدو في أراضينا المحتلة عام 1948.
وقالت الكتائب إن الشهيد أحد أبطال الوحدة الصاروخية في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، وأحد أبطال العبور الملحمي في السابع من أكتوبر العظيم مسطرًا بدمه أروع معاني التضحية والفداء، ومدافعًا شرسًا عن شعبنا الفلسطيني والأمة العربية ومنتصرًا للمكلومين والمسحوقين من أبناء شعبنا الفلسطيني في وجه العدوان الصهيوني.

وفيما يلي نص البيان كاملاً

بيان عسكري
"عهدًا على الأيامِ ألا تهزموا.. فالنّصرُ يَنبتُ حيثُ يَرويهِ الدّمُ"
كتائب الشهيد أبو علي مصطفى تنعي رفيقها الشهيد المقاتل البطل "حازم رمزي عيد"
بمزيد من الفخر والاعتزاز تنعي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رفيقها المقاتل الشهيد البطل "حازم رمزي عيد"
أحد أبطال الوحدة الصاروخية في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، وأحد أبطال العبور الملحمي في السابع من أكتوبر العظيم، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس خلال اقتحامه هو ومجموعة من مقاتلينا لمواقع العدو في أراضينا المحتلة عام 1948، مسطرًا بدمه أروع معاني التضحية والفداء، ومدافعًا شرسًا عن شعبنا الفلسطيني والأمة العربية ومنتصرًا للمكلومين والمسحوقين من أبناء شعبنا الفلسطيني في وجه العدوان الصهيوني المستمر ضد وجودنا وحقنا في تحرير فلسطين من نهرها لبحرها، غارسًا جسده في الأرض التي عشقها وقاتل من أجلها، وليبقى هذا العدو يثبت يومًا تلو الآخر مدى وحشيته وفاشيته باحتجاز جثمانه حاله حال المئات من أبناء شعبنا العظيم الصامد.
لقد مثل رفيقنا "حازم" رغم صغر سنه نموذجاً للرفيق الملتزم المقاوم لا المساوم المتقدم لصفوف المواجهة، وعلى الرغم من الألم الكبير بفقدان رفيقنا وكافة أبطالنا الذين لم يستكينوا يومًا، فإننا نؤكد على أن هذا المصاب لن يزيدنا إلا إصراراً وثباتاً بالاستمرار على نهج الشهداء بالنضال والقتال حتى أخر قطر ة دم للتحرير الشامل والناجز ودحر الاحتلال عن كامل ترابنا الوطني الفلسطيني واستعادة شعبنا لكافة حقوقه المسلوبة والثأر لدماء شهدائنا وقادتنا.
يا جماهير شعبنا البطل.. يا أحرار أمتنا والعالم
نعاهدكم نحن في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى ونعاهد دماء شهدائنا وأبطالنا على امتداد ساحات القتال بأن نبقى الأوفياء لمن عبدّوا طريق الحرية بدمائهم ولم يرضوا بغير الطريق المستضيء بالدّم طريقًا للحرية والاستقلال.

 بطاقة عسكرية تعريفية بالرفيق الشهيد "حازم رمزي عيد":

- وُلِد الرفيق الشهيد بتاريخ 10/12/2004 في مخيم النصيرات، حيث نشأ في كنف عائلة مناضلة تربى فيها على مبادئ النضال والثورة.
- التحق في صفوف الأطر الجماهيرية للجبهة الشعبية منذ نعومة أظفاره حيث كان عضواً فاعلاً في مجموعات الكشاف التقدمي عام 2018 وليتدرج حزبياً بعدها ليحصل على العضوية الحزبية مطلع العام 2019 ليكون أحد كوادر منظمة الشهيد "محمد أبو النصر" في مخيم النصيرات الفاعلين، وصولاً لجناحها المقاتل كتائب الشهيد أبو علي مصطفى في مطلع العام 2020، إيماناً منه بالكفاح المسلح سبيلاً للتحرير والعودة.
- من أبطال الوحدة الصاروخية في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى.
- تميز شهيدنا البطل بالشجاعة والمبادرة وتعلقه الشديد بفلسطين والبندقية وحلمه باسترداد حقوق شعبنا السليبة وتحرير فلسطين كل فلسطين.
- استشهد رفيقنا حازم يوم السبت الموافق 07/10/2023 خلال اقتحامه هو ومجموعة من مقاتلينا الأشاوس مواقع العدو الصهيوني في العبور الملحمي يوم السابع من أكتوبر المجيد، ليختتم رفيقنا مسيرته النضالية والكفاحية بالشهادة، ملبياً نداء غزة والمقاومة متقدمًا الميدان إلى جانب رفاقه في المقاومة الفلسطينية، ومتسلحاً بعقيدته النضالية الراسخة وإيمانه بالنّصر الحتمي. 
- بقي جثمان رفيقنا المقاتل الشهيد البطل "حازم رمزي عيد" محتجزاً لدى الاحتلال الصهيوني حاله حال مئات من أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم الصامد حتى اليوم.

عهدنا ثأراً أبديًا لا يزول
المجد للشهداء والحرية للأسرى والشفاء للجرحى
وغدًا سينحسر الضباب عن التلال
وإننا حتمًا لمنتصرون

كتائب الشهيد أبو علي مصطفى
الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
19 تشرين ثاني / نوفمبر 2025
الاحتلال يخرق الاتفاق.. شهداء وجرحى بقصف على القطاع
استشهد عدد من الموطانين وأصيب آخرون مساء اليوم الأربعاء، بقصف للاحتلال الصهيوني على قرع غزة، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت مصادر محلية إن أربعة مواطنين استشهدوا وأصيب 10 آخرون،  في سلسلة غارات جوية طالت مناطق ومراكز إيواء في مدينتي غزة، وخانيونس.
وقالت مصادر طبية، إن شهيدا على الأقل و10 إصابات سقطوا نتيجة قصف على مجموعة من المواطنين بمنطقة مفترق الشجاعية على شارع صلاح الدين شرق مدينة غزة.
في حين استشهد ثلاثة مواطنين، وعدد آخر من المصابين بينهم أطفال، في أعقاب قصف طال شارع النديم، في منطقة عسقولة في المدينة.
وأفادت مصادر محلية بأن الشهداء والمصابين سقطوا بعد استهداف طائرات الاحتلال لمركز الأوقاف الذي يؤوي نازحين بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
في سياق متصل، قصف طائرة مسيّرة إسرائيلية هدفا في محيط شارع روني بمواصي خانيونس جنوب قطاع غزة.
ولاحقا، قالت مصادر محلية إن القصف طال نادي الوكالة البحري بمنطقة مواصي خانيونس وأسفر عن سقوط عدد من الإصابات في حصيلة أولية.
مجزرة جديدة بدعوى «الخرق»: التهدئة (لا) تُلزم العدوّ وقف الاغتيالات
لا تكفّ إسرائيل عن تكرار ألاعيبها، بغية إدامة عمليات القتل والاغتيالات والتهجير في قطاع غزة. مساء أمس، ادّعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته تعرّضت لإطلاق نار من قبل من وصفهم بـ«المخرّبين»، الذين اجتازوا «الخط الأصفر» في منطقة خانيونس جنوبي القطاع. وإثر ذلك، شنّت طائرات العدو غارات على مناطق مختلفة في غزة، ادّعى الاحتلال أنها تأتي «رداً» على إطلاق النار المزعوم، والذي اعتبره «خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار»، رغم إقراره بعدم وقوع إصابات. ونقلت إذاعة الجيش عن مصدر أمني قوله إنّ الطيران نفّذ غارة «استهدفت اجتماعاً لقيادات في حماس داخل حي الزيتون شمالي مدينة غزة». وأشار المصدر إلى أن من بين تلك القيادات «قائد كتيبة الزيتون، ونائب قائد المنطقة، ورئيس الوحدة البحرية لحماس»، مرجّحاً استشهادهم جميعاً جرّاء القصف.
وباتت طريقة العمل الإسرائيلية في غزة واضحة؛ إذ كلّما أراد العدو تنفيذ اغتيالات أو استهدافات داخل القطاع، زعم أن قواته تعرّضت لإطلاق نار، وأنه يردّ على ذلك، وهو ما ينطبق على ما جرى أمس. وأسفرت الاعتداءات الإسرائيلية، حتى مساء الخميس، عن سقوط 21 شهيداً على الأقل في مدينتَي غزة وخانيونس. ودانت حركة «حماس» هذه المجزرة، ووصفتها بأنّها «تصعيد خطير يسعى من خلاله بنيامين نتنياهو إلى استئناف سياسة الإبادة بحقّ شعبنا». وأكّدت الحركة، في بيان، رفضها «الادّعاءات الواهية» بشأن تعرّض قوات الاحتلال لإطلاق نار، معتبرة إيّاها «محاولة مكشوفة لتبرير جرائم الحرب المتواصلة». وطالبت «حماس» إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالإيفاء بتعهّداتها، والضغط على الاحتلال لوقف خروقاته واحترام اتفاق وقف إطلاق النار. كما دعت الوسطاء في مصر وقطر وتركيا، بصفتهم أطرافاً ضامنة، إلى التحرّك العاجل لإلزام العدو بتعهداته.
سياسياً، أفادت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، نقلاً عن مصادر أميركية، بأن واشنطن ألغت اللقاء الذي كان مُقرّراً عقده في إسطنبول، أمس، بين المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وعضو المكتب السياسي لحركة «حماس» ورئيسها في غزة، خليل الحية. ووفقاً لمصادر الصحيفة العبرية، فإن سبب الإلغاء يعود إلى «ضغوط مارستها إسرائيل». لكنّ القناة «12»، نقلت عن مسؤول أميركي لم تسمّه، قوله إن القرار لم يكن نتيجة «ضغوط إسرائيلية»، بل بسبب «تعديل على جدول زيارة ويتكوف، بعد إلغاء اجتماع آخر كان من المُقرّر أن يجمعه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي». وكانت عدة تقارير إعلامية عبرية، قد تحدّثت عن حالة من «الاستياء» داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بعد الكشف عن الترتيبات لعقد اللقاء في إسطنبول، وهو ما اعتبره مسؤولون إسرائيليون «اعترافاً بمكانة حماس»، «قد يُعقّد موقف إسرائيل التفاوضي لاحقاً». وبحسب تقرير لموقع «واللاه» العبري، فإن اللقاء المُلغى كان من المُفترض أن يتناول «مرحلة ما بعد الحرب» في غزة، وهي المرحلة التي تصرّ حكومة الاحتلال على عدم الانتقال إليها قبل استعادة رفات جنودها، ونزع سلاح القطاع، وإنهاء حكم «حماس». كما أشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن مجرد انعقاد اللقاء، لو تمّ، «سيُحدِث ردود فعل غاضبة داخلياً».
وكان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، هدّد، مساء أول من أمس، بـ«استكمال الحرب على جميع الجبهات»، مجدّداً تأكيد «عزم إسرائيل على نزع سلاح حركة حماس وتجريد قطاع غزة من أي قدرة عسكرية». وقال خلال فعالية في القدس المحتلة: «نحن ماضون نحو إزالة أي خطر يمثّله قطاع غزة مستقبلاً». أمّا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فقد قال خلال لقائه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في البيت الأبيض، إن «الوضع الأمني في قطاع غزة أفضل بكثير من السابق»، في حين أكّد ابن سلمان رغبة السعودية في الانضمام إلى «الاتفاقيات الإبراهيمية»، لكنه ربط ذلك بـ«وجود مسار فعلي وجادّ لحلّ الدولتين». كما أشار إلى أن بلاده مستعدّة للمساهمة في إعادة إعمار غزة، لافتاً إلى أن «المبلغ لم يُحدّد بعد، لكنه سيكون كبيراً».

واشنطن تطلب مشاركة حكومة عدن في «القوة الدولية»!
أفادت خمسة مصادر في حكومة عدن اليمنية، من بينها دبلوماسي ومسؤول عسكري وعضو في «المجلس الرئاسي»، بأنّ «واشنطن، فتحت قنوات تواصل غير معلنة مع الحكومة لبحث إمكانية مشاركة اليمن في قوة دولية تخطّط الولايات المتحدة لنشرها في قطاع غزة»، في إطار خطة الرئيس دونالد ترامب. وأوضحت المصادر، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، أنّ «حكومة عدن لم تتّخذ بعد موقفاً نهائياً بشأن هذا المقترح». وأشار مصدر في «المجلس الرئاسي» إلى أنّ «أي مساهمة يمنية ستكون رمزية إلى حدّ كبير»، فيما أكّد مسؤول عسكري رفيع أنّ «مشاركة اليمن في القوة الدولية نوقشت مع الأميركيين، لكننا لم نتلقَّ حتى الآن طلباً رسمياً للانضمام».
وفي المقابل، نقلت قناة «i24NEWS» عن مسؤولين أميركيين أنّ إدارة ترامب، بدأت بـ«تسريع عملية تشكيل القوة متعدّدة الجنسيات ISF». وأوضح أحد المسؤولين، للقناة، أنّ «الدفعة الأولى من جنود القوة يُتوقّع وصولها إلى القطاع مطلع عام 2026»، كاشفاً أنّ «خمس دول أبدت اهتماماً مبدئياً بإرسال قوات للمشاركة، من بينها أذربيجان وإندونيسيا».
رحلات خفيّة لتهجير الغزيين: جاء الآن دور «الإبادة الناعمة»
علي سرور

لم تتغيّر أهداف إسرائيل في إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه بعد اتفاق إطلاق النار، إذ إنّ الكيان يسعى بشكل متصاعد في الآونة الأخيرة إلى تهجير الغزيّين بطريقة «ناعمة».
ومع خروج الموضوع إلى العلن في الأيام مع رصد عمليات إخراج جماعية للفلسطينيين عبر رحلات مُنظّمة، تبيّن أنّ الجهة التي تقف خلفها هي جمعية مشبوهة تُدعى «المجد أوروبا»، وهي تُقدّم نفسها بوصفها منظمةً إنسانية تُعنى بـ«إنقاذ المجتمعات المسلمة في مناطق الحروب».
غير أنّ تحقيقات صحافية موسّعة، تكشف شبكة علاقات معقّدة خلف هذا النشاط وتثير شبهات جدية عن دور هذه الجمعية في تسهيل التهجير الناعم للفلسطينيين من قطاع غزة.

شبكة معقدة خلف واجهة إنسانية
تُظهر المعلومات الواردة في تقرير لصحيفة «هآرتس» أنّ الجمعية يقودها شخص يُدعى تومر يانار ليند، وهو إسرائيلي يحمل الجنسية الإستونية، ظهر اسمه في وثائق ومراسلات مرتبطة بعمليات سفر فلسطينيين من غزة إلى دول متعددة. وتفيد الصحيفة بأنّ مكتب «الهجرة الطوعية» داخل وزارة «الجيش» الإسرائيلية، وهو مكتب أنشأته الحكومة في آذار (مارس) الماضي لتسهيل خروج الفلسطينيين بصورة دائمة، أحال الجمعية إلى «منسّق أعمال الحكومة في المناطق» (COGAT) لتنسيق مغادرة مجموعات من سكان القطاع.
تلك الصلة الرسمية تُعد أحد أهم المؤشرات على الخلفية الحقيقية لأعمال «المجد أوروبا»، خصوصاً أنّ تحقيق «يورونيوز» يكشف تواصلاً حصرياً مع الفلسطينيين عبر رقم هاتف إسرائيلي، إضافة إلى فرض دفع مبالغ تُراوح بين 1500 و2700 دولار عن كل شخص مقابل تسهيل السفر.

رحلات غامضة ووجهات مجهولة
أكثر ما أثار الريبة في الأسابيع الأخيرة الرحلتان اللتان انطلقتا من مطار رامون قرب إيلات، وهبطت إحداهما في نيروبي قبل انتقال الركاب إلى طائرة ثانية نحو جوهانسبرغ، وفقاً لما ذكرته «يورونيوز» و«فرانس 24». وصلت إلى جنوب أفريقيا طائرة تقل 153 فلسطينياً من غزة، وبعضهم لم يكن يعلم الوجهة النهائية قبل الإقلاع.
من جانبهم، عبّر المسؤولون في جنوب أفريقيا عن دهشتهم إزاء الواقعة. فقد أكّد الرئيس سيريل رامافوزا أنّ السلطات «تلقّت الطائرة فجأة» وأنّ الركاب وصلوا من منطقة «مزّقتها الحروب»، من دون إبلاغ مسبق عن هوية الجهة المسؤولة عن الرحلة. وصرّحت السفارة الفلسطينية في بريتوريا أنّ «المجد أوروبا» هيئة غير مسجّلة، استغلّت الظروف الإنسانية القاسية وجمعت أموالاً تحت ذرائع مضلّلة، محذّرة من شبكات «الإتجار بالبشر» التي تستغل حالة اليأس لدى الفلسطينيين.
في هذا السياق أيضاً، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ الجمعية نظّمت رحلات سرّية حملت مئات الفلسطينيين من غزة إلى جنوب أفريقيا، مقابل ما يقارب 2000 دولار للفرد. ووضع تقرير الصحيفة الأميركية الرحلات في سياق أوسع من الضغوط الإسرائيلية لإعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة، وهي سياسة تتقاطع مع وثائق وتسريبات إسرائيلية حول البحث عن دول مستعدة لاستقبال أعداد من سكّان القطاع.

موقع إلكتروني هشّ وشبهات حول الغطاء الإنساني
من جانب آخر، يقدّم تحقيق «هآرتس» طبقة إضافية من الغموض، إذ يذكر أنّ الموقع الإلكتروني للجمعية تأسّس في شباط (فبراير) الماضي فقط، ويحتوي على أخطاء لغوية وادعاءات حول نشاط في بلدان عدّة مشكوك فيها. ويستخدم الموقع صوراً أرشيفية تحمل شعار شركة إستونية تدعى Talent Globus، لا تُظهر أي دليل واضح على ارتباطها بعمل إنساني فعلي. أما روابط التواصل الاجتماعي فغير فعّالة، في وقت تفتقد الجمعية أي سجل رسمي في ألمانيا أو القدس الشرقية، رغم ادعائها التسجيل في هاتين المنطقتين.

«سمسار الحريّة» تحت المجهر
على صعيد آخر، طاولت الاتهامات «الناشط» الفلسطيني معتز عزايزة، إذ أشارت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي إلى ارتباطه بالجمعية عبر مهمات «دعائية» وميدانية لتشجيع الفلسطينيين على المغادرة. ورغم نفي عزايزة الاتهامات، غير أنّ أنشطته السابقة في تسويق إعلانات لبيع جوازات سفر لإحدى الدول التي أثارت غضباً واسعاً بين الغزيّين، تتقاطع مع نشاط الجمعية المشبوه، ما دفع بعض الأوساط الفلسطينية إلى التشكيك في دوره. ورغم غياب أدلّة قاطعة تدينه، إلا أنّ وجوده داخل دائرة الاشتباه تعكس انعدام ثقة الفلسطينيين بعزايزة الذي بدّل مواقفه بشكل دراماتيكي منذ خروجه من قطاع غزة.

إعادة هندسة ديموغرافية
يتقاطع نشاط «المجد أوروبا» مع مسار سياسي علني داخل الحكومة الإسرائيلية، يهدف إلى دفع الفلسطينيين نحو «الهجرة الطوعية». في آب (أغسطس) الماضي، أشارت القناة 12 العبرية إلى أنّ إسرائيل تجري محادثات مع خمس دول، بينها إندونيسيا وأوغندا وجنوب السودان، لاستيعاب فلسطينيين يرغبون في مغادرة غزة. ويأتي ذلك بالتزامن مع تصريحات أميركية سابقة عن مشاريع لتحويل غزة إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»، وهو طرح لا يمكن تحقيقه إلا بتقليص عدد سكان القطاع.
تكشف سلسلة التحقيقات أنّ «المجد أوروبا» ليست مجرد جمعية بلا سجل واضح، بل جزء من منظومة تُسهّل خروج الفلسطينيين من القطاع في لحظة حصار ومعاناة. وبينما يعاني الفلسطينيون من جروح الحرب وتجويع ممنهج، تتحرّك جهات خارجية لفتح مسارات «نجاة» ملتبسة، قد تُفضي في النهاية إلى إعادة هندسة ديموغرافية تخدم مصالح الاحتلال.
في ظل هذا المشهد، تبدو الحاجة ملحّة إلى تعزيز الوعي المجتمعي، ومواجهة أي مشاريع تهجير ناعمة تُغلّف بخطابات إنسانية، لكنها تخدم أهدافاً أبعد ما تكون عن الإنسانية.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire