(جباليا البلد - قطاع غزة - فلسطين)
بالأمس، وبعد القصف الصهيوني المجرم على بيتكم، رافقت والدك في رحلة العذاب التي عاشها داخل شوارع جباليا البلد وهو يحاول إيجاد سيارة إسعاف لإنقاذك بعد أن استطاع إخراجك من تحت الركام.
كان يركض ويصرخ دون هوادة طالبا النجدة، يحملك بين ذراعيه ويركض... غير آبه للدماء التي تغطي وجهه وقميصه. فكل مناه كان إيصالك، أنت الذي انتظرك خمسة عشر عاما، إلى أقرب مستشفى وإيداعك في كنف طبيب يعيد إليك الروح.
لا أدري، يا عزيزي محمد، إن كنت تعرف أن يوم إصابتك، ومعك أكثر من عشرة أطفال آخرين في قطاع غزة (وقبلكم ما يقارب خمسين ألف طفل آخرين وآلاف الشهداء)، أن هذا اليوم يحمل اسم "اليوم العالمي للطفولة"، وأن الأمم المتحدة قد وضعت لهذا اليوم شعارا يقول "لكل طفل، كل حق". الحق في الحياة، أولا، وفي الغذاء، ثانيا، ولا ننسى التعلم والصحة والسكن... كل تلك الحقوق المغتصبة منكم من قبل عدو غاشم احتل جزءا عزيزا من أرضكم وأرضنا في فلسطين ولبنان؛ وهو يحاول، مجددا، منذ 600 يوم ونيّف، إبادة أكبر عدد منكم وطرد من تبقّى، كي يتنعّم قادته، وكل الذين كانوا وراء قيام كيانه المصطنع، بالثروات الطبيعية التي يختزنها بحركم، ويحوّلوا شواطئكم إلى "ريفيرا" جديدة.
لذلك كان قرار القتلة العودة إلى نصوص التلمود، والاستعانة بها لتأجيج الروح العنصرية ولتغطية جريمة الابادة التي يرتكبونها بالاستفادة من صمت الأنظمة العربية وبدعم من أنظمة الامبريالية والفاشية في العالم؛ هذه الأنظمة التي تسعى إلى قمع شعوبها التي توضّحت لها صورة الهدف مما يسمى "صناعة الهولوكوست" ومن الحروب الدموية التي تخاض، منذ سبعة وسبعين عاما، خدمة للحركة الصهيونية ومنظريها والقابضين على قيادتها...
لا أدري ماذا أقول لك، يا عزيزي محمد، سوى أنني أتمنى لك أن تتعافى ومعك كل أترابك، خاصة الأطفال الذين يتهددهم خطر الموت جوعا نتيجة منع المساعدات من الوصول إليكم. وأضيف أننا نحبكم، وأننا تعلمنا ونتعلّم منكم معنى الصمود والانسانية الذي رضعتموه مع حليب أمهاتكم؛ ولذلك فإنكم ستنتصرون لا محالة.
ماري ناصيف – الدبس
2 حزيران 2025
بالأمس، وبعد القصف الصهيوني المجرم على بيتكم، رافقت والدك في رحلة العذاب التي عاشها داخل شوارع جباليا البلد وهو يحاول إيجاد سيارة إسعاف لإنقاذك بعد أن استطاع إخراجك من تحت الركام.
كان يركض ويصرخ دون هوادة طالبا النجدة، يحملك بين ذراعيه ويركض... غير آبه للدماء التي تغطي وجهه وقميصه. فكل مناه كان إيصالك، أنت الذي انتظرك خمسة عشر عاما، إلى أقرب مستشفى وإيداعك في كنف طبيب يعيد إليك الروح.
لا أدري، يا عزيزي محمد، إن كنت تعرف أن يوم إصابتك، ومعك أكثر من عشرة أطفال آخرين في قطاع غزة (وقبلكم ما يقارب خمسين ألف طفل آخرين وآلاف الشهداء)، أن هذا اليوم يحمل اسم "اليوم العالمي للطفولة"، وأن الأمم المتحدة قد وضعت لهذا اليوم شعارا يقول "لكل طفل، كل حق". الحق في الحياة، أولا، وفي الغذاء، ثانيا، ولا ننسى التعلم والصحة والسكن... كل تلك الحقوق المغتصبة منكم من قبل عدو غاشم احتل جزءا عزيزا من أرضكم وأرضنا في فلسطين ولبنان؛ وهو يحاول، مجددا، منذ 600 يوم ونيّف، إبادة أكبر عدد منكم وطرد من تبقّى، كي يتنعّم قادته، وكل الذين كانوا وراء قيام كيانه المصطنع، بالثروات الطبيعية التي يختزنها بحركم، ويحوّلوا شواطئكم إلى "ريفيرا" جديدة.
لذلك كان قرار القتلة العودة إلى نصوص التلمود، والاستعانة بها لتأجيج الروح العنصرية ولتغطية جريمة الابادة التي يرتكبونها بالاستفادة من صمت الأنظمة العربية وبدعم من أنظمة الامبريالية والفاشية في العالم؛ هذه الأنظمة التي تسعى إلى قمع شعوبها التي توضّحت لها صورة الهدف مما يسمى "صناعة الهولوكوست" ومن الحروب الدموية التي تخاض، منذ سبعة وسبعين عاما، خدمة للحركة الصهيونية ومنظريها والقابضين على قيادتها...
لا أدري ماذا أقول لك، يا عزيزي محمد، سوى أنني أتمنى لك أن تتعافى ومعك كل أترابك، خاصة الأطفال الذين يتهددهم خطر الموت جوعا نتيجة منع المساعدات من الوصول إليكم. وأضيف أننا نحبكم، وأننا تعلمنا ونتعلّم منكم معنى الصمود والانسانية الذي رضعتموه مع حليب أمهاتكم؛ ولذلك فإنكم ستنتصرون لا محالة.
ماري ناصيف – الدبس
2 حزيران 2025
أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء عن مقتل ثلاثة جنود برتبة رقيب
أول خلال المعارك التي دارت أمس الاثنين في شمال قطاع غزة، وتفجير مركبة
"هامر" كان يستقلها الجنود الثلاثة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن عددا من الجنود سقطوا بين قتيل وجريح في كمين محكم نفذته المقاومة في منطقة جباليا شمال القطاع، ووصف الهجوم بأنه "صعب جدا".
وأكدت كتائب عز الدين القسام في بيان لها أنها خاضت اشتباكات عنيفة مع جنود الاحتلال من مسافة صفر شرق مخيم جباليا، حيث تمكن مجاهدوها من إلحاق خسائر كبيرة بالجيش الإسرائيلي.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أن مروحيات الإخلاء واجهت صعوبة في الهبوط بسبب كثافة الاشتباكات، وأن محاولة إجلاء الجنود القتلى والجرحى تعرقلت إثر تعرض مروحية الإخلاء لقذيفة مضادة للدروع.
وبحسب بيانات رسمية للمتحدث باسم الجيش، بلغ عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، 861 قتيلا، تم السماح بنشر أسمائهم رسميا. كما بلغ عدد قتلى المناورات البرية في القطاع التي وقعت في 27 أكتوبر 2023، 416 قتلا.
أما الإصابات بين جنود الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب فقد وصلت إلى 5,921 إصابة، منها 3,582 طفيفة، و1,456 متوسطة، و883 شديدة. وفي المناورة العسكرية البرية في قطاع غزة، سجلت 2,687 إصابة، بينها 1,369 طفيفة، و800 متوسطة، و518 شديدة.
وتوضح البيانات أن هذه الأعداد لا تشمل الحالات التي أُجلت بشكل روتيني ولم تكن نتيجة حوادث عملياتية، أو الذين لم يحدد شدة إصابتهم، كما أن أعداد الجرحى متغيرة وتعكس الإصابات الأكثر خطورة ضمن الإحصائيات الإجمالية.
وتعكس هذه الأرقام الخسائر الكبيرة التي تكبدها الجيش الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية المستمرة في قطاع غزة والمناطق المحيطة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن عددا من الجنود سقطوا بين قتيل وجريح في كمين محكم نفذته المقاومة في منطقة جباليا شمال القطاع، ووصف الهجوم بأنه "صعب جدا".
وأكدت كتائب عز الدين القسام في بيان لها أنها خاضت اشتباكات عنيفة مع جنود الاحتلال من مسافة صفر شرق مخيم جباليا، حيث تمكن مجاهدوها من إلحاق خسائر كبيرة بالجيش الإسرائيلي.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أن مروحيات الإخلاء واجهت صعوبة في الهبوط بسبب كثافة الاشتباكات، وأن محاولة إجلاء الجنود القتلى والجرحى تعرقلت إثر تعرض مروحية الإخلاء لقذيفة مضادة للدروع.
وبحسب بيانات رسمية للمتحدث باسم الجيش، بلغ عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، 861 قتيلا، تم السماح بنشر أسمائهم رسميا. كما بلغ عدد قتلى المناورات البرية في القطاع التي وقعت في 27 أكتوبر 2023، 416 قتلا.
أما الإصابات بين جنود الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب فقد وصلت إلى 5,921 إصابة، منها 3,582 طفيفة، و1,456 متوسطة، و883 شديدة. وفي المناورة العسكرية البرية في قطاع غزة، سجلت 2,687 إصابة، بينها 1,369 طفيفة، و800 متوسطة، و518 شديدة.
وتوضح البيانات أن هذه الأعداد لا تشمل الحالات التي أُجلت بشكل روتيني ولم تكن نتيجة حوادث عملياتية، أو الذين لم يحدد شدة إصابتهم، كما أن أعداد الجرحى متغيرة وتعكس الإصابات الأكثر خطورة ضمن الإحصائيات الإجمالية.
وتعكس هذه الأرقام الخسائر الكبيرة التي تكبدها الجيش الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية المستمرة في قطاع غزة والمناطق المحيطة.
الحرب على غزة: الجيش الإسرائيلي يصعد القصف والتهجير
يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه الواسع على قطاع غزة، مرتكبا مجازر مروعة بحق المدنيين والنازحين، في ظل حصار خانق وتجويع وعمليات نزوح قسرية مستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفي اليوم الـ78 من استئناف الحرب على غزة، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة جديدة فجرا، حيث أفادت مصادر طبية في مستشفى ناصر باستشهاد 23 فلسطينيا وإصابة أكثر من 200 آخرين، جراء إطلاق نار مباشر من آليات إسرائيلية على نازحين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية غرب مدينة رفح.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان إلى 54,470 شهيدا، فيما تجاوز عدد المصابين 124,693 شخصا. ومنذ استئناف الهجوم الإسرائيلي في 18 آذار/مارس، سجل استشهاد 4,201 فلسطيني، وإصابة 12,652 آخرين.
وأشارت الوزارة إلى وجود أعداد غير معروفة من الضحايا لا تزال تحت أنقاض المنازل المدمرة، في ظل عجز فرق الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب القصف المكثف والخطر المستمر.
في الميدان، صعدت القوات الإسرائيلية عملياتها الجوية والمدفعية على شمال غزة وقلب المدينة، وسط تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار. وتترافق الهجمات مع أوامر إخلاء جديدة للسكان، تدفعهم إلى النزوح جنوبا، في تكرار لسياسة التهجير التي اتبعتها إسرائيل منذ بداية الحرب.
وفي هذا السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى فتح تحقيق "فوري ومستقل" في حادثة إطلاق النار على نازحين ينتظرون المساعدات، مطالبا بمحاسبة المسؤولين، ومعبرا عن صدمته من أن "الفلسطينيين يُجبرون على المخاطرة بحياتهم من أجل الطعام".
من جانبه، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن أكثر من مليوني شخص في غزة يعانون الجوع الشديد، محذرا من اقتراب كارثة المجاعة.
ميدانيا، خاضت فصائل المقاومة اشتباكات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا شمال القطاع، أسفرت عن مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 11 آخرين، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وأشارت إلى أن جنودا من لواء "غفعاتي" وقعوا في كمين مركب، وتعرضت مروحية كانت تحاول إجلاء الجرحى لإطلاق نار وقذائف، ما أدى إلى تعثر عملية الإنقاذ.
على الصعيد السياسي، لا تزال الوساطات الدولية جارية دون تقدم ملموس. فقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الوفد الإسرائيلي لن يتوجه حاليا إلى الدوحة، رغم إعلان حركة حماس استعدادها للتفاوض بناءً على خطة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
وأكدت كل من قطر ومصر، في بيان مشترك، استمرار جهودهما لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، والعمل على تذليل العقبات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
الجيش الإسرائيلي يستعد لوصول سفينة "مادلين" المتجهة لكسر الحصار عن غزة
أفاد مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، بأن سلاح البحرية يستعد لوصول السفينة "مادلين"، التي انطلقت من صقلية متجهة نحو قطاع غزة بهدف "كسر الحصار البحري المفروض على القطاع".
وأوضح الجيش أنه مستعد وجاهز لمجموعة واسعة من السيناريوهات، سيتم تنفيذها بناءً على تعليمات المستوى السياسي، ويتوقع أن تصل السفينة إلى المنطقة خلال الأيام القليلة المقبلة.
من جهته، أعلن تحالف أسطول الحرية، وهو منظمة دولية غير ربحية، أن إحدى سفنه غادرت ميناء كاتانيا الإيطالي يوم الأحد متجهة إلى قطاع غزة لإيصال مساعدات إنسانية، بعد فشل محاولة سابقة بسبب هجوم بطائرتين مسيرتين استهدفتا سفينة أخرى في البحر المتوسط.
وتنقل السفينة "مادلين" متطوعين بينهم الناشطة في مكافحة تغير المناخ غريتا تونبرج والممثل الإيرلندي ليام كانينجهام، وتحمل كميات محدودة لكنها رمزية من إمدادات الإغاثة.
وكانت سفينة أخرى تابعة للتحالف، تدعى "كونشياس-الضمير العالمي"، قد تعرضت لهجوم بطائرتين مسيرتين قرب المياه الإقليمية لمالطا في أوائل مايو/أيار، وحملت المنظمة إسرائيل مسؤولية هذا الهجوم، بينما لم ترد إسرائيل على طلبات التعليق.
وقالت غريتا تونبرج في مؤتمر صحافي قبل انطلاق السفينة: "نحن نفعل هذا لأنه مهما كانت الصعوبات التي تواجهنا، يجب أن نستمر في المحاولة، فالتوقف يعني فقدان إنسانيتنا". وأضافت: "مهما كانت خطورة هذه المهمة، فإنها لا تقارن بخطورة صمت العالم أمام الإبادة الجماعية للأرواح".
وأكد تحالف أسطول الحرية أن هذه الرحلة ليست عملا خيريا فقط، بل تحرك مباشر وسلمي لتحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني وجرائم الحرب المتصاعدة.
في السياق ذاته، قالت الأمم المتحدة يوم الجمعة إن الوضع في قطاع غزة وصل إلى أسوأ مستوياته منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قبل 19 شهرا، رغم استئناف عمليات المساعدات بكميات محدودة.
وكانت إسرائيل قد أنهت، تحت ضغط دولي متزايد، حصارا دام 11 أسبوعا على القطاع، مما سمح باستئناف عمليات محدودة تقودها الأمم المتحدة.
وشرعت مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بتوزيع المساعدات يوم الإثنين، لكن الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية رفضت العمل معها، معتبرة أنها غير محايدة وتتبع أسلوب توزيع يجبر الفلسطينيين على النزوح.
هدم مساكن قرية العراقيب للمرة 241
هدمت آليات وجرافات السلطات الإسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء، مساكن وخيام أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف والمهددة بالاقتلاع والتهجير في منطقة النقب، جنوبي البلاد، للمرة الـ241 على التوالي؛ وذلك بحماية قوات من الشرطة والوحدات التابعة لها.
وهذه المرة السابعة التي تهدم فيها السلطات الإسرائيلية الخيام والمساكن المتواضعة التي تؤوي أهالي العراقيب منذ مطلع العام الجاري 2025 ولغاية اليوم، بعد أن هدمتها 11 مرة في العام 2024، و11 مرة في العام 2023، و15 مرة في العام 2022، و14 مرة في العام 2021، في محاولاتها المتكررة لدفع أهالي القرية للإحباط واليأس وتهجيرهم من أراضيهم.
والمرة الأولى التي هدمت فيها السلطات الإسرائيلية العراقيب كانت في يوم 27 تموز/ يوليو 2010، وهدمتها في المرة السابقة يوم 7 أيار/ مايو 2025.
وقال ابن العراقيب، عزيز صياح الطوري، لـ"عرب 48"، صباح اليوم، إن "قوات الهدم اقتحمت قرية العراقيب، صباح اليوم، وهدمت خيامها للمرة الـ241 على التوالي".
وأكد أن "العراقيب تقف وحيدة في مواجهة الهدم، ونحن لن نترك أرضنا وقريتنا ما دمنا أحياء".
وختم الطوري حديثه بالقول إن "السلطات الإسرائيلية تحاول دفعنا إلى اليأس والإحباط من أجل أن نترك أرضنا، لكننا أصحاب الأرض وأصحاب الحق، ولن يضيع حقنا مهما طال الزمن".
وفي سياق متصل، هدمت آليات وجرافات السلطات الإسرائيلية بحماية قوات معززة من الشرطة والوحدات الخاصة التابعة لها منزلا في حي عقادة الفوقا بمدينة أم الفحم، صباح اليوم الثلاثاء.
وتواصل السلطات الإسرائيلية هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية في البلدات العربية بذريعة عدم الترخيص كما حصل اليوم في رهط، وقبلها في طوبا الزنغرية وجديدة المكر ويركا والزرازير وعكا والناصرة وأم الفحم وشفاعمرو وسخنين وعين ماهل ويافا وكفر قاسم وقلنسوة وكفر ياسيف وعرعرة واللد وحرفيش وكفر قرع وبلدات عربية في منطقة النقب وغيرها.
يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه الواسع على قطاع غزة، مرتكبا مجازر مروعة بحق المدنيين والنازحين، في ظل حصار خانق وتجويع وعمليات نزوح قسرية مستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفي اليوم الـ78 من استئناف الحرب على غزة، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة جديدة فجرا، حيث أفادت مصادر طبية في مستشفى ناصر باستشهاد 23 فلسطينيا وإصابة أكثر من 200 آخرين، جراء إطلاق نار مباشر من آليات إسرائيلية على نازحين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية غرب مدينة رفح.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان إلى 54,470 شهيدا، فيما تجاوز عدد المصابين 124,693 شخصا. ومنذ استئناف الهجوم الإسرائيلي في 18 آذار/مارس، سجل استشهاد 4,201 فلسطيني، وإصابة 12,652 آخرين.
وأشارت الوزارة إلى وجود أعداد غير معروفة من الضحايا لا تزال تحت أنقاض المنازل المدمرة، في ظل عجز فرق الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب القصف المكثف والخطر المستمر.
في الميدان، صعدت القوات الإسرائيلية عملياتها الجوية والمدفعية على شمال غزة وقلب المدينة، وسط تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار. وتترافق الهجمات مع أوامر إخلاء جديدة للسكان، تدفعهم إلى النزوح جنوبا، في تكرار لسياسة التهجير التي اتبعتها إسرائيل منذ بداية الحرب.
وفي هذا السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى فتح تحقيق "فوري ومستقل" في حادثة إطلاق النار على نازحين ينتظرون المساعدات، مطالبا بمحاسبة المسؤولين، ومعبرا عن صدمته من أن "الفلسطينيين يُجبرون على المخاطرة بحياتهم من أجل الطعام".
من جانبه، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن أكثر من مليوني شخص في غزة يعانون الجوع الشديد، محذرا من اقتراب كارثة المجاعة.
ميدانيا، خاضت فصائل المقاومة اشتباكات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا شمال القطاع، أسفرت عن مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 11 آخرين، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وأشارت إلى أن جنودا من لواء "غفعاتي" وقعوا في كمين مركب، وتعرضت مروحية كانت تحاول إجلاء الجرحى لإطلاق نار وقذائف، ما أدى إلى تعثر عملية الإنقاذ.
على الصعيد السياسي، لا تزال الوساطات الدولية جارية دون تقدم ملموس. فقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الوفد الإسرائيلي لن يتوجه حاليا إلى الدوحة، رغم إعلان حركة حماس استعدادها للتفاوض بناءً على خطة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
وأكدت كل من قطر ومصر، في بيان مشترك، استمرار جهودهما لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، والعمل على تذليل العقبات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
الجيش الإسرائيلي يستعد لوصول سفينة "مادلين" المتجهة لكسر الحصار عن غزة
أفاد مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، بأن سلاح البحرية يستعد لوصول السفينة "مادلين"، التي انطلقت من صقلية متجهة نحو قطاع غزة بهدف "كسر الحصار البحري المفروض على القطاع".
وأوضح الجيش أنه مستعد وجاهز لمجموعة واسعة من السيناريوهات، سيتم تنفيذها بناءً على تعليمات المستوى السياسي، ويتوقع أن تصل السفينة إلى المنطقة خلال الأيام القليلة المقبلة.
من جهته، أعلن تحالف أسطول الحرية، وهو منظمة دولية غير ربحية، أن إحدى سفنه غادرت ميناء كاتانيا الإيطالي يوم الأحد متجهة إلى قطاع غزة لإيصال مساعدات إنسانية، بعد فشل محاولة سابقة بسبب هجوم بطائرتين مسيرتين استهدفتا سفينة أخرى في البحر المتوسط.
وتنقل السفينة "مادلين" متطوعين بينهم الناشطة في مكافحة تغير المناخ غريتا تونبرج والممثل الإيرلندي ليام كانينجهام، وتحمل كميات محدودة لكنها رمزية من إمدادات الإغاثة.
وكانت سفينة أخرى تابعة للتحالف، تدعى "كونشياس-الضمير العالمي"، قد تعرضت لهجوم بطائرتين مسيرتين قرب المياه الإقليمية لمالطا في أوائل مايو/أيار، وحملت المنظمة إسرائيل مسؤولية هذا الهجوم، بينما لم ترد إسرائيل على طلبات التعليق.
وقالت غريتا تونبرج في مؤتمر صحافي قبل انطلاق السفينة: "نحن نفعل هذا لأنه مهما كانت الصعوبات التي تواجهنا، يجب أن نستمر في المحاولة، فالتوقف يعني فقدان إنسانيتنا". وأضافت: "مهما كانت خطورة هذه المهمة، فإنها لا تقارن بخطورة صمت العالم أمام الإبادة الجماعية للأرواح".
وأكد تحالف أسطول الحرية أن هذه الرحلة ليست عملا خيريا فقط، بل تحرك مباشر وسلمي لتحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني وجرائم الحرب المتصاعدة.
في السياق ذاته، قالت الأمم المتحدة يوم الجمعة إن الوضع في قطاع غزة وصل إلى أسوأ مستوياته منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قبل 19 شهرا، رغم استئناف عمليات المساعدات بكميات محدودة.
وكانت إسرائيل قد أنهت، تحت ضغط دولي متزايد، حصارا دام 11 أسبوعا على القطاع، مما سمح باستئناف عمليات محدودة تقودها الأمم المتحدة.
وشرعت مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بتوزيع المساعدات يوم الإثنين، لكن الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية رفضت العمل معها، معتبرة أنها غير محايدة وتتبع أسلوب توزيع يجبر الفلسطينيين على النزوح.
هدم مساكن قرية العراقيب للمرة 241
هدمت آليات وجرافات السلطات الإسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء، مساكن وخيام أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف والمهددة بالاقتلاع والتهجير في منطقة النقب، جنوبي البلاد، للمرة الـ241 على التوالي؛ وذلك بحماية قوات من الشرطة والوحدات التابعة لها.
وهذه المرة السابعة التي تهدم فيها السلطات الإسرائيلية الخيام والمساكن المتواضعة التي تؤوي أهالي العراقيب منذ مطلع العام الجاري 2025 ولغاية اليوم، بعد أن هدمتها 11 مرة في العام 2024، و11 مرة في العام 2023، و15 مرة في العام 2022، و14 مرة في العام 2021، في محاولاتها المتكررة لدفع أهالي القرية للإحباط واليأس وتهجيرهم من أراضيهم.
والمرة الأولى التي هدمت فيها السلطات الإسرائيلية العراقيب كانت في يوم 27 تموز/ يوليو 2010، وهدمتها في المرة السابقة يوم 7 أيار/ مايو 2025.
وقال ابن العراقيب، عزيز صياح الطوري، لـ"عرب 48"، صباح اليوم، إن "قوات الهدم اقتحمت قرية العراقيب، صباح اليوم، وهدمت خيامها للمرة الـ241 على التوالي".
وأكد أن "العراقيب تقف وحيدة في مواجهة الهدم، ونحن لن نترك أرضنا وقريتنا ما دمنا أحياء".
وختم الطوري حديثه بالقول إن "السلطات الإسرائيلية تحاول دفعنا إلى اليأس والإحباط من أجل أن نترك أرضنا، لكننا أصحاب الأرض وأصحاب الحق، ولن يضيع حقنا مهما طال الزمن".
وفي سياق متصل، هدمت آليات وجرافات السلطات الإسرائيلية بحماية قوات معززة من الشرطة والوحدات الخاصة التابعة لها منزلا في حي عقادة الفوقا بمدينة أم الفحم، صباح اليوم الثلاثاء.
وتواصل السلطات الإسرائيلية هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية في البلدات العربية بذريعة عدم الترخيص كما حصل اليوم في رهط، وقبلها في طوبا الزنغرية وجديدة المكر ويركا والزرازير وعكا والناصرة وأم الفحم وشفاعمرو وسخنين وعين ماهل ويافا وكفر قاسم وقلنسوة وكفر ياسيف وعرعرة واللد وحرفيش وكفر قرع وبلدات عربية في منطقة النقب وغيرها.
قتلى وجرحى بين جنود الاحتلال خلال اشتباكات مع المقاومة شمال القطاع
أعلنت كتائب القسام عن اشتباك مقاتليها مع جنود الاحتلال من مسافة صفر، شمال القطاع.
وقالت في تغريدة نشرتها مساء اليوم الاثنين، إن مقاتليها يشتبكون مع الجنود من النسافة صفر، ويوقعونهم بين قتيل وجويح شرق مخيم جباليا شمال القطاع.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر عبرية عن وقوع حدث أمني خطير شمال القطاع، مشيرة إلى أن عدداً من المروحيات نقلت قتلى وجرحى في صفوف الجيش.
وبحسب المصادر، فإن قوام القوات التي تعرضت للكمين شرق جباليا نحو 20 جنديا، وقد وقعوا بين قتيل وجريح.
القوات اليمنية تستهدف مطار "بن غوريون"
استهدفت القوات المسلحة اليمنية مطار اللد في منطقة يافا المحتلة بصاروخ باليستي من نوع "ذو الفقار".
وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن العملية حققت هدفها بنجاح، وأجبرت أكثر من أربعة ملايين مستوطن على الهروب إلى الملاجئ، بالإضافة إلى توقّف حركة الملاحة في المطار.
وأكد على أن القوات المسلحة اليمنية تتابع تطورات المعركة في غزة، وتقف إجلالًا واحترامًا لتضحيات أبنائها الأحرار الصامدين.
وشدد على أن القوات اليمنية ستستمر في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته حتى وقف العدوان ورفع الحصار.
استنساخ سيناريو جباليا شمالاً وجنوباً: المقاومة تحْيي كمائنها «الاستثنائية»
يوسف فارس
غزة | واصل جيش الاحتلال التصعيد الكبير في ضغطه العسكري المستمر منذ أيام على مناطق قطاع غزة كافة، حيث شهدت مناطق شمال القطاع، وتحديداً جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، ومحافظة خانيونس في الجنوب، توسيعاً للعملية البرّية، وذلك بالتزامن مع «مجزرة البنايات» المستمرّة، والتي تستهدف مختلف أنحاء غزة. وأثناء الأيام الماضية، قصفت الطائرات الحربية أكثر من 80 بناية سكنيّة مرتفعة، تؤوي المئات من العائلات.
ومع أنه ليس مفهوماً حتى اللحظة، المقصد العسكري من تدمير العمارات والبنايات في أحياء بعيدة نسبيّاً عن خطوط التماس، من مثل الشيخ رضوان وجباليا البلد والنفق والبلدة القديمة في غزة، فإنّ كل بناية سكنيّة دُمّرت مؤخّراً كانت تؤوي نحو أربعين عائلة نازحة، ما يعني أنّ نحو 3200 عائلة أضحت في غضون الأيام الأخيرة بلا مأوى. ويضاف هؤلاء إلى عشرات الآلاف من العائلات التي تم تهجيرها بموجب أوامر الإخلاء الأحدث من جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، وأحياء الشجاعية والتفاح والزيتون شرق المدينة، بالإضافة إلى كامل مدينة خانيونس والأحياء الشرقية من المحافظة.
وفي غضون ذلك، كثّفت الطائرات الحربية غاراتها على القطاع، مستهدفة المئات من المنازل والأسر. ولوحظ، أمس، استخدام طائرات حربية غريبة أطلقت قنابل شديدة الانفجار ونفّذت أحزمة نارية هي الأضخم منذ العودة إلى القتال في نهاية آذار الماضي. ويشير النسق الذي تسير به أوامر الإخلاء، ومعه الوسائل القتالية المستخدمة، وخصوصاً الروبوتات المفخّخة، إلى أنّ جيش العدو يعيد إنتاج سيناريو جباليا ومدينة رفح فيما تبقّى من مناطق شمال القطاع، وأيضاً محافظة خانيونس جنوباً، وهو ما أعلنه رئيس أركان الجيش، إيال زامير، الذي قال إن قواته «تابعت مؤخّراً تطويق مدينة خانيونس، وتمكّنت في الأيام الأخيرة من تدمير آلاف المنازل في شمال القطاع وجنوبه».
قصفت الطائرات الحربية أكثر من 80 بناية سكنيّة مرتفعة تؤوي المئات من العائلات
وفي السياق نفسه، أتمّ جيش الاحتلال، أمس، إخلاء ما تبقّى من طواقم طبّية في مستشفيات شمال القطاع، حيث أخلى مستشفيات «العودة» و«الإندونيسي» و«كمال عدوان»، ما يركّز الضغط الطبّي على مستشفيَي «الشفاء» و«المعمداني» في مدينة غزة، علماً أنّ هذين المستشفيَين يعملان بشكل جزئي، بعدما دمّر العدو مبانيهما الرئيسة. وعلى صعيد المساعدات، أطلق جيش الاحتلال، أمس، النار على تجمّعات الجوعى في مدينة رفح، ما تسبّب في استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة العشرات.
في مقابل ذلك، نفّذت المقاومة، أمس، واحداً من أكثر كمائنها استثنائية ونوعية، إذ تمكّنت وفق ما نشره الإعلام العبري من معلومات أوّلية، من قتل وإصابة نحو عشرين جندياً وضابطاً من الكتيبة 9 في «لواء غفعاتي». وفي التفاصيل، استطاع المقاومون استهداف جيب من نوع «هامر»، ثم مبنى كان يتحصّن فيه العشرات من الجنود شرق مخيّم جباليا، بقذائف «الياسين 105».
ولدى وصول طائرات الإخلاء المروحية، استهدف المقاومون إحداها بقذيفة أخرى. وفيما فرضت الرقابة العسكرية حظر نشر على الحدث، تحدّثت مواقع المستوطنين والصفحات الإخبارية العبرية عن حدث وصفته بأنه «استثنائي، وصعب، ومؤسف، وحزين، وغير مسبوق»، فيما قالت «كتائب القسام» إن مقاوميها «يخوضون في مخيّم جباليا اشتباكات عنيفة من المسافة صفر، وقد أجهزوا في كمين محكم على العشرات من جنود العدو».
مساعٍ مصرية - قطرية لإنقاذ المفاوضات | القاهرة لواشنطن: لا للتهجير الضمني
أعلنت حركة «حماس» استعدادها للانخراط الفوري في جولة جديدة من المفاوضات حول التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة. وفي بيان أصدرته مساء أول أمس، عبّرت الحركة عن ترحيبها بـ«الجهود القطرية والمصرية المستمرّة»، معربةً عن أملها في أن تفضي هذه المساعي إلى وقف دائم لإطلاق النار. وأتى بيان الحركة، عقب بيان مصري - قطري مشترك أكّد مواصلة العمل على «تذليل العقبات»، استناداً إلى المقترح الذي قدّمه المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
ويبدو أن هذين البيانين أتيا لامتصاص ما جرى تصديره على أنه استياء أميركي كبير من موقف «حماس»، بهدف تحميل الأخيرة مسؤولية إفشال المفاوضات، إذ كشفت مصادر دبلوماسية عن «غضب» في واشنطن من الردّ «السلبي» الذي قدّمته الحركة على مقترح ويتكوف الأخير؛ وعلى هذه الخلفية، كثّف المسؤولون الأميركيون اتصالاتهم بعدد من العواصم الإقليمية، بينها الدوحة والقاهرة وأنقرة، لحثّها على ممارسة ضغوط على «حماس» بهدف تعديل موقفها. ومن هنا، يظهر أن بيان الحركة الأخير استهدف إظهار انفتاحها على التفاوض، واستجابتها لطلبات الوسطاء، وإن لم يتضمّن إشارة واضحة إلى المبادرة الأميركية أو التعديلات التي طالبت بها في ردّها عليها.
وفي المقابل، اعتبرت مصادر إسرائيلية أن هذا البيان «لا يعكس تحوّلاً حقيقياً» في موقف «حماس». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن قرار إسرائيل عدم إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة «يؤكد استمرار الفجوات الجوهرية في المفاوضات»، وإن «هذه الفجوات لا تزال كبيرة، وربما تتسع أكثر». ووفق تقدير المصادر نفسها، فإن مرونة «حماس» الظاهرة «ليست سوى خطوة تكتيكية تهدف إلى تلطيف صورتها أمام الوسطاء والرأي العام الدولي». وفي السياق نفسه، أفادت قناة «كان» العبرية، بأن «المفاوضات لا تزال قائمة رغم تشدّد المواقف».
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة وقطر ومصر تواصل جهودها لعقد «جولة تقريب جديدة»، وسط اتصالات مكثّفة مع الحركة لتضييق الهوّة مع الطرف الإسرائيلي. ونقلت عن مصدر مطّلع قوله إن «مواقف الطرفين لا تزال متباعدة، ولا سيما في ما يخصّ وقف الحرب بشكل دائم، وإن كان الوصول إلى اتفاق لا يزال ممكناً».
مصر تتجه للتحوّل من وسيط إلى طرف سياسي دفاعاً عن «أمنها القومي»
وفي موازاة ذلك، أجرى رئيس جهاز الاستخبارات التركية، إبراهيم قالن، اتصالاً هاتفياً مع رئيس وفد «حماس» المفاوض، خليل الحية، تناول خلاله تطورات المفاوضات والمقترحات التي طرحتها الولايات المتحدة. ووفق ما نقلته وكالة «الأناضول» التركية، شدّد الطرفان على «أهمية الإسراع في تنفيذ تبادل الأسرى وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية، وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار». كما عقد رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن، لقاءً في الدوحة مع قياديين رفيعي المستوى من حركة «حماس» لمناقشة مقترح ويتكوف، وآفاق عقد محادثات لاحقة، بهدف تجاوز الخلافات العالقة. ووفق موقع «أكسيوس» الأميركي، فإن «اللقاء أتى ضمن سلسلة من اللقاءات التمهيدية لجولة جديدة من الوساطة».
وعلى المقلب المصري، كشفت مصادر دبلوماسية، لـ«الأخبار»، أن الاتصال الأخير بين وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، وويتكوف، شهد توتراً ملحوظاً، عكَس تنامي القلق المصري من تحوّل الحرب في غزة إلى حالة استنزاف إقليمي مفتوح. وفي هذا الإطار، عبّر عبد العاطي عن خشية بلاده من أن تؤدي العمليات العسكرية المتواصلة، خصوصاً في خان يونس، إلى «إعادة رسم الخارطة الديموغرافية جنوبي القطاع، ودفع الفلسطينيين تدريجياً نحو الحدود المصرية، ما يشكّل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري». ووفق المصادر، «لم تتردّد القاهرة في تحميل واشنطن جزءاً من مسؤولية تعثّر المفاوضات، عبر انتقادها أسلوب الإدارة الأميركية في إدارة الملف».
وفي خضمّ هذه الاتصالات المتشابكة في المنطقة، أصدر وزراء خارجية «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» بياناً عقب اجتماعهم في الكويت، دعوا فيه إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ورفضوا أيّ محاولات لتهجير الفلسطينيين. كما أشادوا بالجهود التي تبذلها قطر بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة، داعين إلى «دعم سياسي ودبلوماسي كامل للتوصّل إلى تسوية دائمة». وأكّد البيان أهمية ما ورد في «قمة فلسطين» الأخيرة بشأن نشر قوات حماية دولية في الأراضي الفلسطينية.
المستوطنون في "الأقصى": "الوضع القائم لم يَعُد قائماً"
أحمد العبد
رام الله | استغلّت "جماعات الهيكل"، حرب الإبادة على قطاع غزة، لتفكيك الوضع القائم في المسجد الأقصى ما قبل أكتوبر 2023، على نحوٍ خَلَق أمراً واقعاً يستبيح فيه المستوطنون الحرم، ولا يجدون ما يعيق طريقهم. وفي أوّل أيام ما يُسمّى "عيد الأسابيع"، صباح أمس، اقتحم قرابة 830 مستوطناً، على شكل مجموعات تحميها الشرطة، "الأقصى"، حيث نفّذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدّوا طقوساً تلمودية، وذلك وسط تضييق على المصلين عند بوابات المسجد، فضلاً عن حواجز شرطية في محيط البلدة القديمة. ويحتفل المستوطنون بعيد نزول التوراة أو الأسابيع (شفوعوت)، والمعروف أيضاً بعيد الحصاد، علماً أنه سُمّي "عيد الأسابيع" لأنه يأتي بعد 7 أسابيع من "عيد الفصح".
وبات لافتاً تصاعُد اعتداءات المستوطنين على "الأقصى"، وأداؤهم صلوات علنية صامتة أثناء اقتحاماتهم، وصولاً إلى أداء طقوس تلمودية، ورفع الأعلام الإسرائيلية في داخله. أمّا "منظّمات الهيكل" التي تقود الاقتحامات وتحرّض عليها، فترفع من وتيرتها سنة بعد أخرى؛ إذ وبعدما سمحت، خلال السنوات الماضية، بإدخال كتب الأذكار، وملابس الصلاة، وغيرها، تحاول الآن إدخال أدوات أكثر رمزية، من مثل لفائف التوراة، والشمعدان، والأبواق المعدنية، وحتى المذبح والقربان الحيواني، في ما يشكّل تصعيداً واضحاً يستهدف تغيير الطابع الإسلامي للمسجد.
وضمن هذا السياق، شهد الحرم، خلال الأيام الماضية، محاولات من قِبَل مستوطنين لإدخال قرابين حيوانية (ماعز) لذبحها هناك، فيما حاولت مجموعة من المستوطنين، أمس، تهريب قطع لحم ملطّخة بالدماء إلى داخل المسجد بغرض تقديمها قرابين، "غير أن يقظة حراس الأقصى حالت دون تنفيذ المخطّط، حيث تمّ التصدّي لهم، وإغلاق باب مسجد قبة الصخرة أمامهم لمنعهم من الوصول إليه"، وفقاً لمصادر محلية في القدس.
وعاشت القدس، الأسبوع الماضي، وقتاً عصيباً، قد يكون الأسوأ خلال العقود الماضية، مع اقتحام أكثر من 2090 مستوطناً ومستوطنة، المسجد الأقصى، في ما يُعدّ الاقتحام الأكبر من نوعه منذ احتلال المدينة، والذي نُفّذ لمناسبة ما يُسمّى يوم "توحيد القدس". وخلال الاقتحام السابق، رفع المستوطنون، بصورة غير معهودة، الأعلام الإسرائيلية وتوشّحوا بها داخل "الأقصى"، وأدّوا طقس السجود الملحمي، وأدخلوا أدوات يعتبرونها مقدّسة، كالشّال الذي يرتديه اليهود أثناء الصلاة (طاليت)، ولفائف الصلاة السوداء (التفلين).
على أن هذا الواقع يمرّ من تحت أنظار عناصر شرطة الاحتلال وضباطها، والذين يغضّون الطرف، حالهم حال حكومة بنيامين نتنياهو. ولفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في هذا الإطار، إلى أن تعليمات الشرطة بمنع الطقوس الدينية اليهودية داخل الأقصى نظريّاً، ليست سوى "تعليمات شكلية لا تُنفَّذ عمليّاً"، على رغم التصريحات الرسمية المتكرّرة التي تصدر عن الحكومة والشرطة في شأن "الالتزام بالحفاظ على الوضع القائم" في المسجد الأقصى. ويكشف تحقيق أعدّته الصحيفة، أن الواقع الميداني داخل باحات المسجد بات مختلفاً جذريّاً، إلى درجة يمكن القول معها إنّ "الوضع القائم لم يَعُد قائماً".
لم تَعُد الاقتحامات الإسرائيلية لـ"الأقصى" تقتصر على الشعائر الدينية، بل تحوّلت إلى فعل سياسي "سيادي"
ووفق ما وثّقته الصحيفة، فإن التعليمات الرسمية التي تُعرض في الإيجاز الأمني لعناصر شرطة الاحتلال قبيل كل اقتحام يهودي للمكان، تنصّ بوضوح على حظر أيّ "نشاط ديني أو طقسي يهودي" داخل "الأقصى". لكنّ التوثيق الميداني يظهر أن تلك التعليمات تُترك من دون تطبيق، حيث يؤدّي المقتحمون طقوساً دينية علنية، تشمل الركوع، والانبطاح على الأرض في اتجاه "مكان الهيكل"، وتلاوة آيات من التوراة بصوت مرتفع، وحتى إقامة صلوات جماعية داخل زوايا في باحات المسجد، بينما تكتفي عناصر الشرطة بمراقبة ما يجري من دون أيّ تدخّل يُذكر.
أيضاً، يُبرز التحقيق أن مَن يقود هذه الانتهاكات اليومية، هم طلاب وأعضاء "يشيفات هار هبيت" و"كلية درِيشات تسيون"، واللذين يسيّران اقتحامات شبه يومية باستثناء أيام الجمعة والسبت، والأعياد الإسلامية وشهر رمضان. ويصف مدير المدرسة الدينية، مردخاي يورافيتسكي، التباين بين التعليمات والممارسة، قائلاً: "ما يُكتب شيء، وما يُطبّق شيء آخر تماماً".
وبحسب شهادات متطابقة من المشاركين في الاقتحامات، فإن الأخيرة لم تَعُد تقتصر على الشعائر الدينية، بل تحوّلت إلى فعل سياسي "سيادي" يُراد منه "ترسيخ وجودٍ إسرائيلي دائم في المكان". ويقول أحد المشاركين، ويدعى أهرون متلون (37 عاماً) من مستوطنة كريات أربع: "حتى لو وُصفنا بالمتطرّفين أو أتباع بن غفير، نحن نغيّر الواقع. هذا ما فعله مَن أسَّسوا الدولة من قَبل".
وعلى رغم تأكيد نتنياهو مراراً أن "الوضع القائم في الأقصى لن يتغيّر"، إلّا أن ما كشفه التحقيق يبيّن أن الصلوات اليهودية انتقلت أخيراً إلى مناطق أكثر مركزية في المسجد، بما فيها الجهة الغربية، التي تشهد مروراً دائماً للمصلين المسلمين. ويعود هذا التغيير بشكل كبير إلى سياسات وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي أَطلق دعوات صريحة لفرض "الحرية الدينية لليهود في الأقصى"، بل وشارك شخصياً في اقتحامات علنية، أبرزها في ذكرى "تسعة آب" العبري، وأمر الشرطة بالسماح بأداء طقوس السجود الديني علناً. ويلخّص رئيس "يشيفات هار هبيت"، الحاخام إليشاع وولفسون، هذا التحوّل، بالقول: "في السابق، كنّا نهمس بصمت، اليوم نغنّي وننحني بلا خوف".
واللافت في نتائج التحقيق، أن ما يقارب نصف طلاب "يشيفات هار هبيت" هم من التيار الحريدي، على رغم أن المرجعيات الدينية لهذا التيار تُحرّم بشكل قطعي اقتحام "الأقصى". ووفقاً لأحد هؤلاء الطلاب، ويُدعى حاييم (38 عاماً)، فإنه خالف ما تربّى عليه بعد دراسات دينية معمّقة. ويرى أن "تحريم الاقتحام لا يستند إلى نصوص قاطعة"، متّهماً مَن يعارضونه بأنهم "يخضعون لضغوط سياسية وليس لشرائع التوراة".
ويضيف حاييم: "لم نحلم لألفي عام بالوصول إلى الحائط فقط، بل إلى ما خلفه. الحائط يقيّدنا... والحرية تكمن خلفه". وينقل التحقيق عن الحاخام وولفسون، قوله: "نحن في حالة حرب. العدو لا يستمدّ قوته من السلاح، بل من تمسّكه بالمكان. عندما نفهم أن كل جبل الهيكل لنا، سيتحقّق الخير للبشرية". ويذهب أحد المتحدّثين، ويُدعى إيليحنان، إلى اعتبار تسليم "الأقصى" للوقف الإسلامي من قِبَل وزير الأمن الأسبق، موشيه ديان، عام 1967، "خيانة تاريخية لا تُغتفر"، مضيفاً: "كانت لدينا الفرصة لاستعادة الهيكل، وأهدرناها".
مشاهير بريطانيا وايرلندا: أوقفوا هذه الإبادة الجماعية
سعيد محمد
في خطوة احتجاجيّة غير مسبوقة من حيث اتساعها الأدبي والرمزي، وقّع أكثر من 380 كاتباً وفناناً ومثقفاً من بريطانيا وإيرلندا، رسالة مفتوحة تصف الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنه «إبادة جماعية». وتدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتوزيع غير مشروط للمساعدات الإنسانية.
من بين الموقعين أسماء بارزة في الأدب البريطاني والعالمي مثل زادي سميث، وإيان ماك إيوان، وراسل تي ديفيز، وحنيف قريشي، وجانيت وينترسون، وإيرفين ويلش، وإليف شفق، وبريان إينو، وكيت موس، وويليام دالريمبل، وجورج مونبيوت، وفرانك كوتريل بوي وعشرات غيرهم من إنكلترا، وويلز، واسكتلندا، وأيرلندا الشمالية، وجمهورية أيرلندا. وقد نُظّمت هذه الرسالة من قبل الكتّاب هوراشيو كلير وكابكا كاسابوفا ومونيك روفي، استناداً إلى رسالة مماثلة كان وقّعها 300 كاتب فرنكوفوني، ونشرتها جريدة «ليبراسيون» الفرنسية.
وقال الموقعون إن استخدام مصطلح «الإبادة الجماعية» لم يعد محل نقاش بين الخبراء القانونيين الدوليين ومنظمات حقوق الإنسان، مشيرين إلى تصريحات وزراء إسرائيليين أمثال بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير بوصفها تعكس نوايا تنفيذ إبادة جماعية صريحة، في الوقت الذي توثق فيه منظمات دولية مثل «العفو الدولية» و«هيومن رايتس ووتش» و«لجنة حقوق الإنسان» التابعة للأمم المتحدة، نمطًا ممنهجاً من التهجير والقتل والتجويع الجماعي في القطاع الذي يتعرض لعدوان قاس منذ أكثر من 600 يوم.
توزيع فوري للغذاء والمساعدات الطبية
ودعا الكتّاب في رسالتهم إلى توزيع فوري وغير مشروط للغذاء والمساعدات الطبية في غزة بإشراف الأمم المتحدة، ووقف إطلاق نار بما يضمن السلامة والعدالة لجميع الفلسطينيين، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين وآلاف الأسرى الفلسطينيين المحتجزين تعسفياً، وفرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية في حال عدم امتثالها لوقف إطلاق النار.
رفض خطاب الكراهية
وبينما شددت الرسالة على معارضة الموقّعين عليها الكاملة لـما أسمته معاداة السامية والتحيز ضد اليهود، فقد رفضت الهجمات وخطاب الكراهية بحق الفلسطينيين والإسرائيليين واليهود على حد سواء. وأكدت على «التضامن مع مقاومة الفلسطينيين، واليهود، والإسرائيليين لسياسات الإبادة الجماعية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية الحالية».
وجاء في نص مركزي في الرسالة: «نحن نرفض أن نكون جمهوراً من الموافقين المتفرجين... هذا لا يتعلق فقط بإنسانيتنا المشتركة وحقوق الإنسان، بل بلياقتنا الأخلاقية ككتّاب في عصرنا»
وافتتحت الرسالة بمقطع من قصيدة للشاعرة الفلسطينية هبة أبو ندى، التي استشهدت في غارة جوية إسرائيلية في تشرين الأول (أكتوبر) 2023، فيما اختتمت بتحذير صريح: «نحن نشهد على جرائم الإبادة الجماعية، ونرفض الموافقة عليها بصمتنا».
انتقاد الدور البريطاني
وتعتبر رسالة الكتّاب والمثقفين انتقاداً أخلاقياً ضمنياً للدور البريطاني في التمكين السياسي والعسكري للمجزرة، من خلال امتناع الحكومات المتعاقبة عن إدانة واضحة للانتهاكات الإسرائيلية، وتقديم دعم دبلوماسي غير مشروط لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقد أشار عدد من الموقعين في تعليقات منفصلة إلى أنّ صمت الحكومة البريطانية، بل تبريرها لسياسات الحصار والقصف، يرقى إلى مستوى التواطؤ.
كما تساءلت أصوات بارزة داخل الحملة عن استمرار صادرات الأسلحة البريطانية إلى الكيان العبري، لا سيّما قطع غيار طائرات سلاح الجو الإسرائيلي الـ «أف 35» التي ألقت إلى الآن وفق مصادر متخصصة أكثر من 75 ألف طن من المتفجرات على شريط ضيق من الأرض لا تتجاوز مساحته الكليّة 365 كم مربعاً رغم المطالبات البرلمانية والشعبية بتجميدها.
وأكّدت الرسالة أن تجاهل هذه المسألة الحيوية يُضعف مصداقية المملكة المتحدة في الدفاع عن القانون الدولي وحقوق الإنسان.
وتشارك 79 شركة بريطانية في تصنيع أجزاء من «أف – 35» الأميركية الأكثر تقدماً في سوق النفاثات المقاتلة، فيما تستمر طائرات تجسّس بريطانية في أداء مهمات لها فوق قطاع غزة لمصلحة القوات الإسرائيلية.
الصحة: الاحتلال يتعمد تقويض وخنق المنظومة الصحية
أكدت وزارة الصحة في غزة، أن الاحتلال يتعمد تقويض وخنق المنظومة الصحية من خلال الاخلاءات للمناطق التي تتواجد بها المستشفيات ومراكز تقديم الرعاية الطبية.
وقالت الوزارة في بيانٍ لها صباح اليوم الثلاثاء، إن الاخلاءات الأخيرة بمحافظة خانيونس تُشكل تهديداً مُباشراً لإخراج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة.
وأوصحت أن مجمع ناصر الطبي هو المستشفى الوحيد في جنوب القطاع الذي يضم خدمات تخصصية يتهددها التوقف.
كما أشارت الوزارة إلى أن عشرات المرضى والجرحى في العناية المركزة وغرف العمليات والطوارئ والأطفال في أقسام الحضانة أمام موت محقق حال خروج المجمع عن الخدمة.
الاحتلال يشن حملة اعتقالات ومداهمات في الضفة
شنت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر وصباح اليوم الثلاثاء، حملة مداهمات واعتقالات في الضفة المحتلة.
وفي نابلس، اقتحمت قوة احتلالية مخيم بلاطة فجرا، وداهمت عددا من المنازل في حارة مغدوشة، وقامت بتفتيشها، وعاثت بها خرابا.
فيما اقتحمت جيبات عسكرية المدينة من جهة حاجز صرة غربا باتجاه شارع الأكاديمية ورفيديا، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وفي جنين، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة يعبد، واعتقلت الشاب محمد عبد الرحمن فايد، بعد دهم وتفتيش منزله.
ويكثف الاحتلال من اقتحام بلدات وقرى محافظة جنين منذ بدء العدوان على مدينة ومخيم جنين في الحادي والعشرين من يناير الماضي، ويشن حملة مداهمة واسعة للمنازل، واحتجاز واعتقال مواطنين.
وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال اعتقلت الشقيقين عبد السلام ونضال الفسفوس، ورأفت شاهر الشرحة بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها في بلدة دورا.
كما اقتحمت قوات الاحتلال عددا من الأحياء في مدينة الخليل، وبلدة بيت كاحل.
وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة، واعتقلت الشقيقين رمضان نزال رمضان ريا (28 عاما)، وشقيقه حمزة (30 عاما)، بعد دهم منزلهما وتفتيشه في بيت ساحور.
مجزرة جديدة.. 27 شهيداً برصاص الاحتلال قرب مقر المساعدات غرب رفح
استشهد عدد من المواطنين وأُصيب آخرون، صباح اليوم الثلاثاء، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار على النازحين خلال انتظارهم للمساعدات الأميركية غرب رفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت وزارة الصحة بوصول27 شهيد وأكثر من 90 اصابة بينهم حالات خطيرة جداً، جراء إطلاق الاحتلال النار على المواطنين في المنطقة المخصصة لتوزيع المساعدات في "منطقة العلم" بمحافظة رفح فجر اليوم.
وبذلك، ترتفع حصيلة شهداء المساعدات، إلى أكثر من 75 شهيدا، وأكثر من 400 مصاب.
والأحد الماضي، استشهد 30 مواطنًا وأصيب 150 على الأقل، برصاص قوات الاحتلال الصهيوني في مواصي رفح جنوب قطاع غزة.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي بشكل مباشر من آلياتها وطائرات "كواد كابتر" المسيرة، صوب المواطنين أثناء توجههم لاستلام مساعدات إنسانية من نقطة توزيع مواصي رفح جنوب القطاع، محولة مراكز توزيع المساعدات إلى مصائد للقتل الجماعي، ما أدى لاستشهاد 30 مواطنا على الأقل وإصابة 150 آخرين.
سفينة من "أسطول الحرية" محملة بمساعدات تبحر من إيطاليا إلى غزة
قال تحالف أسطول الحرية، وهو منظمة دولية غير ربحية، إن إحدى سفنه غادرت ميناء كاتانيا الإيطالي، الأحد، متجهة إلى قطاع غزة لإيصال مساعدات إنسانية رمزية بعد فشل محاولة سابقة بسبب هجوم بطائرتين مسيّرتين على سفينة أخرى في البحر المتوسط.
وأبحر متطوعون، منهم غريتا تونبرغ؛ ناشطة مكافحة تغير المناخ، والممثل الآيرلندي ليام كانينغهام، على متن السفينة "مادلين" التي تحمل ما تصفها المنظمة بأنها «كميات محدودة ورمزية» من إمدادات الإغاثة، وفقاً لوكالة رويترز.
وتعرضت سفينة أخرى تابعة للمنظمة تدعى «كونشيس (الضمير العالمي)» لهجوم بطائرتين مسيّرتين قرب المياه الإقليمية لمالطا في أوائل مايو (أيار) الماضي. وحمّلت المنظمة الاحتلال مسؤولية هذا الهجوم.
وقالت تونبرغ، في مؤتمر صحافي قبل المغادرة: "نحن نفعل هذا لأنه مهما كانت الصعوبات التي تواجهنا، فإنه يتعين علينا الاستمرار في المحاولة؛ لأن اللحظة التي نتوقف فيها عن المحاولة هي اللحظة التي نفقد فيها إنسانيتنا".
وأضافت: "مهما كانت خطورة هذه المهمة، فإنها لا تقارن بخطورة صمت العالم أجمع في وجه الإبادة الجماعية للأرواح".
وقال "تحالف أسطول الحرية" إن الرحلة "ليست عملاً خيرياً، بل هي تحرك مباشر وسلمي لتحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني وجرائم الحرب المتصاعدة".
الاحتلال يصعد جرائمه بحقهن: 47 أسيرة فلسطينية في السجون الإسرائيلية
قال نادي الأسير الفلسطيني في بيان، إنّ "منظومة سجون الاحتلال تواصل التّصعيد من استهداف الأسيرات، من خلال ترسيخ جملة الجرائم، وسياسات السّلب والحرمان الممنهجة لحقوقهن، والتي اتخذت منذ بدء حرب الإبادة منحى غير مسبوق، تمثل في تصاعد الاعتداءات، وعمليات التّنكيل الممنهجة، وسياسة الإذلال، إلى جانب الجرائم الأبرز: التّعذيب، التّجويع، الجرائم الطبيّة، التّفتيش العاري، واحتجازهن في زنازين تفتقر للحد الأدنى من الشروط الصحيّة".
وأضاف أنه "واستنادا لمجموعة من الزيارات التي أجراها نادي الأسير لعدد من الأسيرات خلال النصف الثاني من شهر أيار/ مايو المنصرم، عكست شهاداتهن استمرار الجرائم بكافة أشكالها دون أي تغيير على الواقع الاعتقالي الذي فرضته منظومة السّجون منذ بدء الإبادة، إلى جانب استمرار تسجيل عمليات تفتيش، وقمع، واعتداءات متكررة بحقهن، وقد خيم على إفاداتهن تدهور الأوضاع الصحيّة لعدد منهن، لا سيما الأسيرات اللواتي يعانين من مشاكل صحيّة مزمنة، وحاجة عدد آخر منهنّ للعلاج والمتابعة.
ولفت نادي الأسير إلى قضية الأسيرة فداء عساف من قلقيلية المعتقلة منذ شهر شباط/ فبراير 2015، والتي تُعاني من سرطان في الدم، حيث يواجه وضعها الصحي تفاقما مستمرا، جرّاء ظروف الاعتقال القاسية، وحاجتها الماسّة للرعاية وللمتابعة الحثيثة، وبحسب الفحوص الطبيّة التي أُجريت لها مؤخرا في مستشفى "رمبام" الإسرائيليّ، فقد بيّنت أنّ المرض قد وصل إلى مرحلة أصعب مما كان عليه قبل الاعتقال وأنها بحاجة إلى علاج مضاعف، ومع ذلك يواصل الاحتلال اعتقالها على خلفية ما يسميه بـ"التحريض".
وتابع أنّ "حالة المعتقلة عساف، واحدة من بين عدد من الأسيرات اللواتي بحاجة إلى متابعة صحيّة بشكل حثيث، ونذكر هنا حالة الأسيرة حنين جابر من طولكرم وهي وأم لشهيدين، جرى اعتقالها في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2024، والتي تبين بعد اعتقالها أنها تعاني من ورم في الثدي، واليوم تحتاج جابر إلى متابعة صحيّة مضاعفة، وأن تكون خارج الأسر حتى تتمكن من الحصول على العلاج اللازم لها".
وبيّن نادي الأسير "أما على صعيد الاعتداءات المتواصلة بحقّ الأسيرات، فقط تعرضت الأسيرة كرمل الخواجا مؤخرا لاعتداء جرى بعد عملية قمع تعرضت لها الأسيرات في شهر أيار/ مايو المنصرم، حيث اقتحمت قوات القمع قسم الأسيرات وأقدمت على إخراجهن إلى ساحة السّجن، وأجرت تفتيشات للزنازين، وخلال عملية القمع اعتدت إحدى السجانات على الأسيرة الخواجا، كما أجريت لها محاكمة داخلية، وفرضت عليها جملة من العقوبات، ومنها عقوبات شملت الأسيرات اللواتي يقبعن معها، وكان من بينها عزل الأسيرة الخواجا، وحرمان الأسيرات من الخروج إلى الفورة – ساحة السّجن".
وأوضح أنّ "الأسيرات كما الأسرى كافة يواجهن جريمة التّجويع بشكل ممنهج، فقط عبّرن عن شعورهن بالجوع، بسبب كميات الطعام القليلة، وسوء نوعيتها، وتعمد إدارة السّجن في كثير من الأحيان تقليص لقيمات الطعام المقدمة لهنّ، علماً أنّ جريمة التّجويع سببت مشاكل صحيّة للأسيرات، وتحديداّ في الجهاز الهضمي إلى جانب النقصان الواضح في أوزانهن".
وفي سياق الحديث عن الانتهاكات والاعتداءات على الأسيرات، استعرض نادي الأسير شهادة للأسيرة (س. و) قالت فيها إنه "عند اعتقالي تعرضت لإهانات وشتائم وتهديد بالقتل، وقد بقيت على هذا النحو حتّى اليوم التالي من اعتقالي، وكل هذه المدة لم يسمحوا لي باستخدام دورة المياه، وفي الفجر أحضر جندي عينة من الخبز، ووضعها في فمي وأنا معصوبة، ثم وضع أنبوبة الماء على طرف فمي واستطعت بالكاد أن أشرب القليل من الماء، وفي ساعات الليل وأنا أحاول أن أجد وضعية غير مؤلمة للنوم، قام أحد الجنود بضربي على جبيني حتى أستيقظ، بعد ذلك نقلت إلى سجن ’هشارون’، وفي طريقي إلى الزنزانة كانوا ينعتوني بـ’عدوة الله’، حيث أُجبرتُ على النوم على الحديد في سجن ’هشارون’، أما على صعيد الطعام فقد قدموا لي لقيمات من الطعام، وكنت مجبرة على شرب الماء من الصنبور مباشرة، وبعدها نُقلت إلى سجن ’الدامون’، وفي اليوم التالي من نقلي إليه تم قمعنا وتقييدنا وإخراجنا لساحة السجن، وقامت قوات القمع بكسر علب البلاستيك، وتوزيعنا على الزنازين، حيث تحاول إدارة السّجن استغلال أي سبب من أجل قمعنا، فمجرد صدور أي صوت في قسم الأسيرات، يتم حرماننا من الفورة، أو إطفاء الضوء".
وأشار نادي الأسير إلى أنّ الاحتلال صعّد مؤخرا من عمليات اعتقال النّساء، بعد أنّ انخفض عددهنّ بعد صفقة التبادل الأخيرة. إذ اعتقل العشرات من النساء، واليوم يقبع في سجون الاحتلال 47 أسيرة من بينهن طفلة، وأسيرتان حامل في شهرهما الخامس، علما أن عددا من بينهن أمهات وطالبات ومعلمات وشقيقات لأسرى وشهداء، وغالبية الأسيرات معتقلات على خلفية ما يسميه الاحتلال بـ"التحريض"، إلى جانب اعتقال 8 أسيرات إداريا تحت ذريعة وجود "ملف سري".
يُشار إلى أنّه ومنذ بدء الإبادة سُجلت نحو 545 حالة اعتقال بين صفوف النساء، بعضهن اعتقلن رهائنا للضغط على أحد أفراد العائلة المطاردين لتسليم نفسه. وفي هذا الإطار جدد نادي الأسير مطالبته للمنظومة الحقوقية الدولية، المضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ الشعب الفلسطيني، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وأن تعيد المنظومة الحقوقية مراجعة دورها الأساس الذي وجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها خلال حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحها العالم لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب؛ حسبما ورد في بيانه.
وأوضح نادي الأسير في ختام بيانه، أن "كافة الجرائم والانتهاكات التي سجلت بحق الأسيرات بعد الإبادة تشكّل امتدادا لجرائم وانتهاكات تاريخية مارسها الاحتلال بحق الأسيرة الفلسطينية، إلا أن الفارق اليوم هو مستوى وكثافة هذه الجرائم وتوحشها".
كندا تحقق ضد جنود إسرائيليين بشبهة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بالحرب على غزة
أفاد تقرير اليوم، الثلاثاء، بأن الشرطة الملكية الكندية فتحت تحقيقا، في بداية العام الماضي، بشبهة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الحرب على غزة، ما أثار قلقا في أوساط الجالية اليهودية والمواطنين الإسرائيليين في كندا، لأن هذه المرة الأولى التي تجري فيها كندا تحقيقا رسميا كهذا.
وتطلق الشرطة الملكية الكندية هذه الأنواع من التحقيقات تسمية "تحقيقات هيكلية"، والتي تندرج ضمن برنامج كندا للجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب (CAHWCP)، وهو جهد مشترك بين الشرطة الملكية الكندية ووزارة العدل ووكالة خدمات الحدود الكندية ووزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية، وفق ما ذكر التقرير الذي نشره الموقع الإخباري "تورونتو ستار"
ويتعلق هذا التحقيق بمواطنين كنديين مشتبهين بالضلوع في جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب على غزة، وذلك في إطار خدمتهم في الجيش الإسرائيلي، ويرجح أن يشمل التحقيق جمع أدلة وتبادل معلومات مع سلطات دولية وتقديم لوائح اتهام إلى محاكم كندية.
ولم تعلن الشرطة الكندية من قبل عن التحقيق في "جرائم تتعلق بالصراع بين إسرائيل وحماس"، خلافا للتحقيق الذي تجريه حول جرائم حرب ارتكبت في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي كان النشر عنها واسع الانتشار.
وأشار موقع "واينت" في هذا السياق، اليوم، إلى وجود مواطنين كنديين كثيرين الذين يوصفون بأنهم جنود فرادا، بمعنى أنهم يتواجدون في إسرائيل لوحدهم وبدون عائلاتهم. وهناك مواطنون إسرائيليون يسكنون في كندا وجاؤوا إلى إسرائيل خلال الحرب من أجل الخدمة العسكرية، ثم عادوا إلى كندا.
وتقول وزارة العدل الكندية أن برنامج CAHWCP "هدفه منع ملاذ آمن عن مجرمي حرب، والعمل من أجل تحميل المسؤولية وإنفاذ القانون ضد هذه الجرائم".
وتعتبر إسرائيل أن التحقيق الكندي ضد جنودها يشكل تصعيدا لأزمة العلاقات بين الدولتين، بعد أن أدانت كندا في بيان مشترك مع بريطانيا وفرنسا، الشهر الماضي، "توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة"، مهددةً بفرض "عقوبات محددة" على إسرائيل. كما دعا البيان حماس إلى إطلاق سراح باقي الأسرى الإسرائيليين. وحثت كندا إسرائيل، الأسبوع الماضي، على التخلي عن خططها لبناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، وأكدت أن ذلك سيكون غير قانوني.
وذكر "واينت" أنه تسود في أوساط الجالية اليهودية والإسرائيليين في كندا تخوفات من اعتقالات أو أوامر استدعاء للتحقيق ضد الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي خلال الحرب. ونقل "واينت" عن مسؤول في الجالية اليهودية قوله إن "الشعور هو أننا أمام اشتعال للوضع".
وكتب إسرائيلي يسكن في كندا في مجموعة واتساب للإسرائيليين هناك أنه "نتواجد قبل وقت قصير جدا قبل تنفيذ اعتقالات ضد ’جرائم حرب’. وشبان كنديون كانوا أو ما زالوا في الجيش، سيحاكمون لدى عودتهم إلى كندا. وهذا أمر جدي للغاية يا رفاق. وهناك محامون باتوا يعنون بهذا الأمر. لكنهم لا يحققون مع الغزيين الذين جاروا إلى هنا".
ووصف إسرائيلي آخر التحقيق الكندي بأنه "ذروة معاداة السامية"، فيما أشار إسرائيلي ثالث في مجموعة الواتساب إلى أن هذا "يجعل الإسرائيليين يفكرون مرة أخرى إذا كانوا سيرسلون أولادهم إلى الخدمة في البلاد كجنود فرادا. وكندا أصبحت أكثر عداء تجاهنا يوميا"، حسبما نقل "واينت" عنهم.
الاحتلال يمدد اعتقال سناء دقة ليومين بتهمة "التحريض"
قررت محكمة الاحتلال الصهيوني، اليوم الثلاثاء، تمديد اعتقال سناء سلامة دقة، زوجة الشهيد الأسير وليد دقة، لمدة يومين، رغم طلب الشرطة "الإسرائيلية" تمديد الاعتقال لمدة 7 أيام، وذلك على خلفية اتهامات بالتحريض على "الإرهاب" وتمجيد منظمات مصنفة كـ"إرهابية" لدى الاحتلال.
وأوضح المحامي فادي برانسي، في تصريح، أنّ المزاعم الموجهة ضد دقة هي ذاتها التي تُكرر في مثل هذه القضايا، وتندرج ضمن محاولات تكميم الأفواه وملاحقة الناشطين الفلسطينيين.
ويوم الجمعة الماضي، مددت "محكمة الصلح" الصهيونية في مدينة حيفا، اعتقال سناء دقة، حتى اليوم الثلاثاء، وذلك بعد اعتقالها الخميس الماضي أثناء تواجدها في مدينة القدس المحتلة برفقة ابنتها الطفلة ميلاد.
وجاء اعتقال سلامة في أعقاب تحريض مباشر من قبل ما يسمى "وزير الأمن القومي" في حكومة الاحتلال، المتطرف "إيتمار بن غفير"، الذي دعا إلى ترحيلها بدعوى نشر "منشورات تحريضية".
ويأتي هذا الاعتقال في سياق تصعيد خطير تقوده سلطات الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين داخل أراضي الـ48، حيث أعلنت حكومة الاحتلال، الأربعاء الماضي، بدء تنفيذ "إجراءات ترحيل" بحق عدد من المواطنين، في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة وتشكل تصعيدًا في السياسات العنصرية ضد الفلسطينيين.
وبحسب مركز "عدالة" الحقوقي، فإن أربع حالات وصلت بالفعل إلى مراحل متقدمة من سحب الجنسية والترحيل، في وقت يتعرض فيه مئات آخرون للاستهداف ضمن سياسة إسرائيلية متصاعدة لسحب المواطنة.
يُذكر أن وليد دقة، أحد أبرز رموز الحركة الأسيرة الفلسطينية، استشهد في 7 نيسان/ أبريل 2024 بعد صراع طويل مع المرض جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال، بعد أن أمضى 38 عامًا في الأسر، ولا يزال جثمانه محتجزًا لدى سلطات الاحتلال.
أعلنت كتائب القسام عن اشتباك مقاتليها مع جنود الاحتلال من مسافة صفر، شمال القطاع.
وقالت في تغريدة نشرتها مساء اليوم الاثنين، إن مقاتليها يشتبكون مع الجنود من النسافة صفر، ويوقعونهم بين قتيل وجويح شرق مخيم جباليا شمال القطاع.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر عبرية عن وقوع حدث أمني خطير شمال القطاع، مشيرة إلى أن عدداً من المروحيات نقلت قتلى وجرحى في صفوف الجيش.
وبحسب المصادر، فإن قوام القوات التي تعرضت للكمين شرق جباليا نحو 20 جنديا، وقد وقعوا بين قتيل وجريح.
القوات اليمنية تستهدف مطار "بن غوريون"
استهدفت القوات المسلحة اليمنية مطار اللد في منطقة يافا المحتلة بصاروخ باليستي من نوع "ذو الفقار".
وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن العملية حققت هدفها بنجاح، وأجبرت أكثر من أربعة ملايين مستوطن على الهروب إلى الملاجئ، بالإضافة إلى توقّف حركة الملاحة في المطار.
وأكد على أن القوات المسلحة اليمنية تتابع تطورات المعركة في غزة، وتقف إجلالًا واحترامًا لتضحيات أبنائها الأحرار الصامدين.
وشدد على أن القوات اليمنية ستستمر في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته حتى وقف العدوان ورفع الحصار.
استنساخ سيناريو جباليا شمالاً وجنوباً: المقاومة تحْيي كمائنها «الاستثنائية»
يوسف فارس
غزة | واصل جيش الاحتلال التصعيد الكبير في ضغطه العسكري المستمر منذ أيام على مناطق قطاع غزة كافة، حيث شهدت مناطق شمال القطاع، وتحديداً جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، ومحافظة خانيونس في الجنوب، توسيعاً للعملية البرّية، وذلك بالتزامن مع «مجزرة البنايات» المستمرّة، والتي تستهدف مختلف أنحاء غزة. وأثناء الأيام الماضية، قصفت الطائرات الحربية أكثر من 80 بناية سكنيّة مرتفعة، تؤوي المئات من العائلات.
ومع أنه ليس مفهوماً حتى اللحظة، المقصد العسكري من تدمير العمارات والبنايات في أحياء بعيدة نسبيّاً عن خطوط التماس، من مثل الشيخ رضوان وجباليا البلد والنفق والبلدة القديمة في غزة، فإنّ كل بناية سكنيّة دُمّرت مؤخّراً كانت تؤوي نحو أربعين عائلة نازحة، ما يعني أنّ نحو 3200 عائلة أضحت في غضون الأيام الأخيرة بلا مأوى. ويضاف هؤلاء إلى عشرات الآلاف من العائلات التي تم تهجيرها بموجب أوامر الإخلاء الأحدث من جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، وأحياء الشجاعية والتفاح والزيتون شرق المدينة، بالإضافة إلى كامل مدينة خانيونس والأحياء الشرقية من المحافظة.
وفي غضون ذلك، كثّفت الطائرات الحربية غاراتها على القطاع، مستهدفة المئات من المنازل والأسر. ولوحظ، أمس، استخدام طائرات حربية غريبة أطلقت قنابل شديدة الانفجار ونفّذت أحزمة نارية هي الأضخم منذ العودة إلى القتال في نهاية آذار الماضي. ويشير النسق الذي تسير به أوامر الإخلاء، ومعه الوسائل القتالية المستخدمة، وخصوصاً الروبوتات المفخّخة، إلى أنّ جيش العدو يعيد إنتاج سيناريو جباليا ومدينة رفح فيما تبقّى من مناطق شمال القطاع، وأيضاً محافظة خانيونس جنوباً، وهو ما أعلنه رئيس أركان الجيش، إيال زامير، الذي قال إن قواته «تابعت مؤخّراً تطويق مدينة خانيونس، وتمكّنت في الأيام الأخيرة من تدمير آلاف المنازل في شمال القطاع وجنوبه».
قصفت الطائرات الحربية أكثر من 80 بناية سكنيّة مرتفعة تؤوي المئات من العائلات
وفي السياق نفسه، أتمّ جيش الاحتلال، أمس، إخلاء ما تبقّى من طواقم طبّية في مستشفيات شمال القطاع، حيث أخلى مستشفيات «العودة» و«الإندونيسي» و«كمال عدوان»، ما يركّز الضغط الطبّي على مستشفيَي «الشفاء» و«المعمداني» في مدينة غزة، علماً أنّ هذين المستشفيَين يعملان بشكل جزئي، بعدما دمّر العدو مبانيهما الرئيسة. وعلى صعيد المساعدات، أطلق جيش الاحتلال، أمس، النار على تجمّعات الجوعى في مدينة رفح، ما تسبّب في استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة العشرات.
في مقابل ذلك، نفّذت المقاومة، أمس، واحداً من أكثر كمائنها استثنائية ونوعية، إذ تمكّنت وفق ما نشره الإعلام العبري من معلومات أوّلية، من قتل وإصابة نحو عشرين جندياً وضابطاً من الكتيبة 9 في «لواء غفعاتي». وفي التفاصيل، استطاع المقاومون استهداف جيب من نوع «هامر»، ثم مبنى كان يتحصّن فيه العشرات من الجنود شرق مخيّم جباليا، بقذائف «الياسين 105».
ولدى وصول طائرات الإخلاء المروحية، استهدف المقاومون إحداها بقذيفة أخرى. وفيما فرضت الرقابة العسكرية حظر نشر على الحدث، تحدّثت مواقع المستوطنين والصفحات الإخبارية العبرية عن حدث وصفته بأنه «استثنائي، وصعب، ومؤسف، وحزين، وغير مسبوق»، فيما قالت «كتائب القسام» إن مقاوميها «يخوضون في مخيّم جباليا اشتباكات عنيفة من المسافة صفر، وقد أجهزوا في كمين محكم على العشرات من جنود العدو».
مساعٍ مصرية - قطرية لإنقاذ المفاوضات | القاهرة لواشنطن: لا للتهجير الضمني
أعلنت حركة «حماس» استعدادها للانخراط الفوري في جولة جديدة من المفاوضات حول التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة. وفي بيان أصدرته مساء أول أمس، عبّرت الحركة عن ترحيبها بـ«الجهود القطرية والمصرية المستمرّة»، معربةً عن أملها في أن تفضي هذه المساعي إلى وقف دائم لإطلاق النار. وأتى بيان الحركة، عقب بيان مصري - قطري مشترك أكّد مواصلة العمل على «تذليل العقبات»، استناداً إلى المقترح الذي قدّمه المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
ويبدو أن هذين البيانين أتيا لامتصاص ما جرى تصديره على أنه استياء أميركي كبير من موقف «حماس»، بهدف تحميل الأخيرة مسؤولية إفشال المفاوضات، إذ كشفت مصادر دبلوماسية عن «غضب» في واشنطن من الردّ «السلبي» الذي قدّمته الحركة على مقترح ويتكوف الأخير؛ وعلى هذه الخلفية، كثّف المسؤولون الأميركيون اتصالاتهم بعدد من العواصم الإقليمية، بينها الدوحة والقاهرة وأنقرة، لحثّها على ممارسة ضغوط على «حماس» بهدف تعديل موقفها. ومن هنا، يظهر أن بيان الحركة الأخير استهدف إظهار انفتاحها على التفاوض، واستجابتها لطلبات الوسطاء، وإن لم يتضمّن إشارة واضحة إلى المبادرة الأميركية أو التعديلات التي طالبت بها في ردّها عليها.
وفي المقابل، اعتبرت مصادر إسرائيلية أن هذا البيان «لا يعكس تحوّلاً حقيقياً» في موقف «حماس». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن قرار إسرائيل عدم إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة «يؤكد استمرار الفجوات الجوهرية في المفاوضات»، وإن «هذه الفجوات لا تزال كبيرة، وربما تتسع أكثر». ووفق تقدير المصادر نفسها، فإن مرونة «حماس» الظاهرة «ليست سوى خطوة تكتيكية تهدف إلى تلطيف صورتها أمام الوسطاء والرأي العام الدولي». وفي السياق نفسه، أفادت قناة «كان» العبرية، بأن «المفاوضات لا تزال قائمة رغم تشدّد المواقف».
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة وقطر ومصر تواصل جهودها لعقد «جولة تقريب جديدة»، وسط اتصالات مكثّفة مع الحركة لتضييق الهوّة مع الطرف الإسرائيلي. ونقلت عن مصدر مطّلع قوله إن «مواقف الطرفين لا تزال متباعدة، ولا سيما في ما يخصّ وقف الحرب بشكل دائم، وإن كان الوصول إلى اتفاق لا يزال ممكناً».
مصر تتجه للتحوّل من وسيط إلى طرف سياسي دفاعاً عن «أمنها القومي»
وفي موازاة ذلك، أجرى رئيس جهاز الاستخبارات التركية، إبراهيم قالن، اتصالاً هاتفياً مع رئيس وفد «حماس» المفاوض، خليل الحية، تناول خلاله تطورات المفاوضات والمقترحات التي طرحتها الولايات المتحدة. ووفق ما نقلته وكالة «الأناضول» التركية، شدّد الطرفان على «أهمية الإسراع في تنفيذ تبادل الأسرى وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية، وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار». كما عقد رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن، لقاءً في الدوحة مع قياديين رفيعي المستوى من حركة «حماس» لمناقشة مقترح ويتكوف، وآفاق عقد محادثات لاحقة، بهدف تجاوز الخلافات العالقة. ووفق موقع «أكسيوس» الأميركي، فإن «اللقاء أتى ضمن سلسلة من اللقاءات التمهيدية لجولة جديدة من الوساطة».
وعلى المقلب المصري، كشفت مصادر دبلوماسية، لـ«الأخبار»، أن الاتصال الأخير بين وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، وويتكوف، شهد توتراً ملحوظاً، عكَس تنامي القلق المصري من تحوّل الحرب في غزة إلى حالة استنزاف إقليمي مفتوح. وفي هذا الإطار، عبّر عبد العاطي عن خشية بلاده من أن تؤدي العمليات العسكرية المتواصلة، خصوصاً في خان يونس، إلى «إعادة رسم الخارطة الديموغرافية جنوبي القطاع، ودفع الفلسطينيين تدريجياً نحو الحدود المصرية، ما يشكّل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري». ووفق المصادر، «لم تتردّد القاهرة في تحميل واشنطن جزءاً من مسؤولية تعثّر المفاوضات، عبر انتقادها أسلوب الإدارة الأميركية في إدارة الملف».
وفي خضمّ هذه الاتصالات المتشابكة في المنطقة، أصدر وزراء خارجية «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» بياناً عقب اجتماعهم في الكويت، دعوا فيه إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ورفضوا أيّ محاولات لتهجير الفلسطينيين. كما أشادوا بالجهود التي تبذلها قطر بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة، داعين إلى «دعم سياسي ودبلوماسي كامل للتوصّل إلى تسوية دائمة». وأكّد البيان أهمية ما ورد في «قمة فلسطين» الأخيرة بشأن نشر قوات حماية دولية في الأراضي الفلسطينية.
المستوطنون في "الأقصى": "الوضع القائم لم يَعُد قائماً"
أحمد العبد
رام الله | استغلّت "جماعات الهيكل"، حرب الإبادة على قطاع غزة، لتفكيك الوضع القائم في المسجد الأقصى ما قبل أكتوبر 2023، على نحوٍ خَلَق أمراً واقعاً يستبيح فيه المستوطنون الحرم، ولا يجدون ما يعيق طريقهم. وفي أوّل أيام ما يُسمّى "عيد الأسابيع"، صباح أمس، اقتحم قرابة 830 مستوطناً، على شكل مجموعات تحميها الشرطة، "الأقصى"، حيث نفّذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدّوا طقوساً تلمودية، وذلك وسط تضييق على المصلين عند بوابات المسجد، فضلاً عن حواجز شرطية في محيط البلدة القديمة. ويحتفل المستوطنون بعيد نزول التوراة أو الأسابيع (شفوعوت)، والمعروف أيضاً بعيد الحصاد، علماً أنه سُمّي "عيد الأسابيع" لأنه يأتي بعد 7 أسابيع من "عيد الفصح".
وبات لافتاً تصاعُد اعتداءات المستوطنين على "الأقصى"، وأداؤهم صلوات علنية صامتة أثناء اقتحاماتهم، وصولاً إلى أداء طقوس تلمودية، ورفع الأعلام الإسرائيلية في داخله. أمّا "منظّمات الهيكل" التي تقود الاقتحامات وتحرّض عليها، فترفع من وتيرتها سنة بعد أخرى؛ إذ وبعدما سمحت، خلال السنوات الماضية، بإدخال كتب الأذكار، وملابس الصلاة، وغيرها، تحاول الآن إدخال أدوات أكثر رمزية، من مثل لفائف التوراة، والشمعدان، والأبواق المعدنية، وحتى المذبح والقربان الحيواني، في ما يشكّل تصعيداً واضحاً يستهدف تغيير الطابع الإسلامي للمسجد.
وضمن هذا السياق، شهد الحرم، خلال الأيام الماضية، محاولات من قِبَل مستوطنين لإدخال قرابين حيوانية (ماعز) لذبحها هناك، فيما حاولت مجموعة من المستوطنين، أمس، تهريب قطع لحم ملطّخة بالدماء إلى داخل المسجد بغرض تقديمها قرابين، "غير أن يقظة حراس الأقصى حالت دون تنفيذ المخطّط، حيث تمّ التصدّي لهم، وإغلاق باب مسجد قبة الصخرة أمامهم لمنعهم من الوصول إليه"، وفقاً لمصادر محلية في القدس.
وعاشت القدس، الأسبوع الماضي، وقتاً عصيباً، قد يكون الأسوأ خلال العقود الماضية، مع اقتحام أكثر من 2090 مستوطناً ومستوطنة، المسجد الأقصى، في ما يُعدّ الاقتحام الأكبر من نوعه منذ احتلال المدينة، والذي نُفّذ لمناسبة ما يُسمّى يوم "توحيد القدس". وخلال الاقتحام السابق، رفع المستوطنون، بصورة غير معهودة، الأعلام الإسرائيلية وتوشّحوا بها داخل "الأقصى"، وأدّوا طقس السجود الملحمي، وأدخلوا أدوات يعتبرونها مقدّسة، كالشّال الذي يرتديه اليهود أثناء الصلاة (طاليت)، ولفائف الصلاة السوداء (التفلين).
على أن هذا الواقع يمرّ من تحت أنظار عناصر شرطة الاحتلال وضباطها، والذين يغضّون الطرف، حالهم حال حكومة بنيامين نتنياهو. ولفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في هذا الإطار، إلى أن تعليمات الشرطة بمنع الطقوس الدينية اليهودية داخل الأقصى نظريّاً، ليست سوى "تعليمات شكلية لا تُنفَّذ عمليّاً"، على رغم التصريحات الرسمية المتكرّرة التي تصدر عن الحكومة والشرطة في شأن "الالتزام بالحفاظ على الوضع القائم" في المسجد الأقصى. ويكشف تحقيق أعدّته الصحيفة، أن الواقع الميداني داخل باحات المسجد بات مختلفاً جذريّاً، إلى درجة يمكن القول معها إنّ "الوضع القائم لم يَعُد قائماً".
لم تَعُد الاقتحامات الإسرائيلية لـ"الأقصى" تقتصر على الشعائر الدينية، بل تحوّلت إلى فعل سياسي "سيادي"
ووفق ما وثّقته الصحيفة، فإن التعليمات الرسمية التي تُعرض في الإيجاز الأمني لعناصر شرطة الاحتلال قبيل كل اقتحام يهودي للمكان، تنصّ بوضوح على حظر أيّ "نشاط ديني أو طقسي يهودي" داخل "الأقصى". لكنّ التوثيق الميداني يظهر أن تلك التعليمات تُترك من دون تطبيق، حيث يؤدّي المقتحمون طقوساً دينية علنية، تشمل الركوع، والانبطاح على الأرض في اتجاه "مكان الهيكل"، وتلاوة آيات من التوراة بصوت مرتفع، وحتى إقامة صلوات جماعية داخل زوايا في باحات المسجد، بينما تكتفي عناصر الشرطة بمراقبة ما يجري من دون أيّ تدخّل يُذكر.
أيضاً، يُبرز التحقيق أن مَن يقود هذه الانتهاكات اليومية، هم طلاب وأعضاء "يشيفات هار هبيت" و"كلية درِيشات تسيون"، واللذين يسيّران اقتحامات شبه يومية باستثناء أيام الجمعة والسبت، والأعياد الإسلامية وشهر رمضان. ويصف مدير المدرسة الدينية، مردخاي يورافيتسكي، التباين بين التعليمات والممارسة، قائلاً: "ما يُكتب شيء، وما يُطبّق شيء آخر تماماً".
وبحسب شهادات متطابقة من المشاركين في الاقتحامات، فإن الأخيرة لم تَعُد تقتصر على الشعائر الدينية، بل تحوّلت إلى فعل سياسي "سيادي" يُراد منه "ترسيخ وجودٍ إسرائيلي دائم في المكان". ويقول أحد المشاركين، ويدعى أهرون متلون (37 عاماً) من مستوطنة كريات أربع: "حتى لو وُصفنا بالمتطرّفين أو أتباع بن غفير، نحن نغيّر الواقع. هذا ما فعله مَن أسَّسوا الدولة من قَبل".
وعلى رغم تأكيد نتنياهو مراراً أن "الوضع القائم في الأقصى لن يتغيّر"، إلّا أن ما كشفه التحقيق يبيّن أن الصلوات اليهودية انتقلت أخيراً إلى مناطق أكثر مركزية في المسجد، بما فيها الجهة الغربية، التي تشهد مروراً دائماً للمصلين المسلمين. ويعود هذا التغيير بشكل كبير إلى سياسات وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي أَطلق دعوات صريحة لفرض "الحرية الدينية لليهود في الأقصى"، بل وشارك شخصياً في اقتحامات علنية، أبرزها في ذكرى "تسعة آب" العبري، وأمر الشرطة بالسماح بأداء طقوس السجود الديني علناً. ويلخّص رئيس "يشيفات هار هبيت"، الحاخام إليشاع وولفسون، هذا التحوّل، بالقول: "في السابق، كنّا نهمس بصمت، اليوم نغنّي وننحني بلا خوف".
واللافت في نتائج التحقيق، أن ما يقارب نصف طلاب "يشيفات هار هبيت" هم من التيار الحريدي، على رغم أن المرجعيات الدينية لهذا التيار تُحرّم بشكل قطعي اقتحام "الأقصى". ووفقاً لأحد هؤلاء الطلاب، ويُدعى حاييم (38 عاماً)، فإنه خالف ما تربّى عليه بعد دراسات دينية معمّقة. ويرى أن "تحريم الاقتحام لا يستند إلى نصوص قاطعة"، متّهماً مَن يعارضونه بأنهم "يخضعون لضغوط سياسية وليس لشرائع التوراة".
ويضيف حاييم: "لم نحلم لألفي عام بالوصول إلى الحائط فقط، بل إلى ما خلفه. الحائط يقيّدنا... والحرية تكمن خلفه". وينقل التحقيق عن الحاخام وولفسون، قوله: "نحن في حالة حرب. العدو لا يستمدّ قوته من السلاح، بل من تمسّكه بالمكان. عندما نفهم أن كل جبل الهيكل لنا، سيتحقّق الخير للبشرية". ويذهب أحد المتحدّثين، ويُدعى إيليحنان، إلى اعتبار تسليم "الأقصى" للوقف الإسلامي من قِبَل وزير الأمن الأسبق، موشيه ديان، عام 1967، "خيانة تاريخية لا تُغتفر"، مضيفاً: "كانت لدينا الفرصة لاستعادة الهيكل، وأهدرناها".
مشاهير بريطانيا وايرلندا: أوقفوا هذه الإبادة الجماعية
سعيد محمد
في خطوة احتجاجيّة غير مسبوقة من حيث اتساعها الأدبي والرمزي، وقّع أكثر من 380 كاتباً وفناناً ومثقفاً من بريطانيا وإيرلندا، رسالة مفتوحة تصف الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنه «إبادة جماعية». وتدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتوزيع غير مشروط للمساعدات الإنسانية.
من بين الموقعين أسماء بارزة في الأدب البريطاني والعالمي مثل زادي سميث، وإيان ماك إيوان، وراسل تي ديفيز، وحنيف قريشي، وجانيت وينترسون، وإيرفين ويلش، وإليف شفق، وبريان إينو، وكيت موس، وويليام دالريمبل، وجورج مونبيوت، وفرانك كوتريل بوي وعشرات غيرهم من إنكلترا، وويلز، واسكتلندا، وأيرلندا الشمالية، وجمهورية أيرلندا. وقد نُظّمت هذه الرسالة من قبل الكتّاب هوراشيو كلير وكابكا كاسابوفا ومونيك روفي، استناداً إلى رسالة مماثلة كان وقّعها 300 كاتب فرنكوفوني، ونشرتها جريدة «ليبراسيون» الفرنسية.
وقال الموقعون إن استخدام مصطلح «الإبادة الجماعية» لم يعد محل نقاش بين الخبراء القانونيين الدوليين ومنظمات حقوق الإنسان، مشيرين إلى تصريحات وزراء إسرائيليين أمثال بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير بوصفها تعكس نوايا تنفيذ إبادة جماعية صريحة، في الوقت الذي توثق فيه منظمات دولية مثل «العفو الدولية» و«هيومن رايتس ووتش» و«لجنة حقوق الإنسان» التابعة للأمم المتحدة، نمطًا ممنهجاً من التهجير والقتل والتجويع الجماعي في القطاع الذي يتعرض لعدوان قاس منذ أكثر من 600 يوم.
توزيع فوري للغذاء والمساعدات الطبية
ودعا الكتّاب في رسالتهم إلى توزيع فوري وغير مشروط للغذاء والمساعدات الطبية في غزة بإشراف الأمم المتحدة، ووقف إطلاق نار بما يضمن السلامة والعدالة لجميع الفلسطينيين، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين وآلاف الأسرى الفلسطينيين المحتجزين تعسفياً، وفرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية في حال عدم امتثالها لوقف إطلاق النار.
رفض خطاب الكراهية
وبينما شددت الرسالة على معارضة الموقّعين عليها الكاملة لـما أسمته معاداة السامية والتحيز ضد اليهود، فقد رفضت الهجمات وخطاب الكراهية بحق الفلسطينيين والإسرائيليين واليهود على حد سواء. وأكدت على «التضامن مع مقاومة الفلسطينيين، واليهود، والإسرائيليين لسياسات الإبادة الجماعية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية الحالية».
وجاء في نص مركزي في الرسالة: «نحن نرفض أن نكون جمهوراً من الموافقين المتفرجين... هذا لا يتعلق فقط بإنسانيتنا المشتركة وحقوق الإنسان، بل بلياقتنا الأخلاقية ككتّاب في عصرنا»
وافتتحت الرسالة بمقطع من قصيدة للشاعرة الفلسطينية هبة أبو ندى، التي استشهدت في غارة جوية إسرائيلية في تشرين الأول (أكتوبر) 2023، فيما اختتمت بتحذير صريح: «نحن نشهد على جرائم الإبادة الجماعية، ونرفض الموافقة عليها بصمتنا».
انتقاد الدور البريطاني
وتعتبر رسالة الكتّاب والمثقفين انتقاداً أخلاقياً ضمنياً للدور البريطاني في التمكين السياسي والعسكري للمجزرة، من خلال امتناع الحكومات المتعاقبة عن إدانة واضحة للانتهاكات الإسرائيلية، وتقديم دعم دبلوماسي غير مشروط لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقد أشار عدد من الموقعين في تعليقات منفصلة إلى أنّ صمت الحكومة البريطانية، بل تبريرها لسياسات الحصار والقصف، يرقى إلى مستوى التواطؤ.
كما تساءلت أصوات بارزة داخل الحملة عن استمرار صادرات الأسلحة البريطانية إلى الكيان العبري، لا سيّما قطع غيار طائرات سلاح الجو الإسرائيلي الـ «أف 35» التي ألقت إلى الآن وفق مصادر متخصصة أكثر من 75 ألف طن من المتفجرات على شريط ضيق من الأرض لا تتجاوز مساحته الكليّة 365 كم مربعاً رغم المطالبات البرلمانية والشعبية بتجميدها.
وأكّدت الرسالة أن تجاهل هذه المسألة الحيوية يُضعف مصداقية المملكة المتحدة في الدفاع عن القانون الدولي وحقوق الإنسان.
وتشارك 79 شركة بريطانية في تصنيع أجزاء من «أف – 35» الأميركية الأكثر تقدماً في سوق النفاثات المقاتلة، فيما تستمر طائرات تجسّس بريطانية في أداء مهمات لها فوق قطاع غزة لمصلحة القوات الإسرائيلية.
الصحة: الاحتلال يتعمد تقويض وخنق المنظومة الصحية
أكدت وزارة الصحة في غزة، أن الاحتلال يتعمد تقويض وخنق المنظومة الصحية من خلال الاخلاءات للمناطق التي تتواجد بها المستشفيات ومراكز تقديم الرعاية الطبية.
وقالت الوزارة في بيانٍ لها صباح اليوم الثلاثاء، إن الاخلاءات الأخيرة بمحافظة خانيونس تُشكل تهديداً مُباشراً لإخراج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة.
وأوصحت أن مجمع ناصر الطبي هو المستشفى الوحيد في جنوب القطاع الذي يضم خدمات تخصصية يتهددها التوقف.
كما أشارت الوزارة إلى أن عشرات المرضى والجرحى في العناية المركزة وغرف العمليات والطوارئ والأطفال في أقسام الحضانة أمام موت محقق حال خروج المجمع عن الخدمة.
الاحتلال يشن حملة اعتقالات ومداهمات في الضفة
شنت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر وصباح اليوم الثلاثاء، حملة مداهمات واعتقالات في الضفة المحتلة.
وفي نابلس، اقتحمت قوة احتلالية مخيم بلاطة فجرا، وداهمت عددا من المنازل في حارة مغدوشة، وقامت بتفتيشها، وعاثت بها خرابا.
فيما اقتحمت جيبات عسكرية المدينة من جهة حاجز صرة غربا باتجاه شارع الأكاديمية ورفيديا، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وفي جنين، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة يعبد، واعتقلت الشاب محمد عبد الرحمن فايد، بعد دهم وتفتيش منزله.
ويكثف الاحتلال من اقتحام بلدات وقرى محافظة جنين منذ بدء العدوان على مدينة ومخيم جنين في الحادي والعشرين من يناير الماضي، ويشن حملة مداهمة واسعة للمنازل، واحتجاز واعتقال مواطنين.
وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال اعتقلت الشقيقين عبد السلام ونضال الفسفوس، ورأفت شاهر الشرحة بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها في بلدة دورا.
كما اقتحمت قوات الاحتلال عددا من الأحياء في مدينة الخليل، وبلدة بيت كاحل.
وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة، واعتقلت الشقيقين رمضان نزال رمضان ريا (28 عاما)، وشقيقه حمزة (30 عاما)، بعد دهم منزلهما وتفتيشه في بيت ساحور.
مجزرة جديدة.. 27 شهيداً برصاص الاحتلال قرب مقر المساعدات غرب رفح
استشهد عدد من المواطنين وأُصيب آخرون، صباح اليوم الثلاثاء، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار على النازحين خلال انتظارهم للمساعدات الأميركية غرب رفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت وزارة الصحة بوصول27 شهيد وأكثر من 90 اصابة بينهم حالات خطيرة جداً، جراء إطلاق الاحتلال النار على المواطنين في المنطقة المخصصة لتوزيع المساعدات في "منطقة العلم" بمحافظة رفح فجر اليوم.
وبذلك، ترتفع حصيلة شهداء المساعدات، إلى أكثر من 75 شهيدا، وأكثر من 400 مصاب.
والأحد الماضي، استشهد 30 مواطنًا وأصيب 150 على الأقل، برصاص قوات الاحتلال الصهيوني في مواصي رفح جنوب قطاع غزة.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي بشكل مباشر من آلياتها وطائرات "كواد كابتر" المسيرة، صوب المواطنين أثناء توجههم لاستلام مساعدات إنسانية من نقطة توزيع مواصي رفح جنوب القطاع، محولة مراكز توزيع المساعدات إلى مصائد للقتل الجماعي، ما أدى لاستشهاد 30 مواطنا على الأقل وإصابة 150 آخرين.
سفينة من "أسطول الحرية" محملة بمساعدات تبحر من إيطاليا إلى غزة
قال تحالف أسطول الحرية، وهو منظمة دولية غير ربحية، إن إحدى سفنه غادرت ميناء كاتانيا الإيطالي، الأحد، متجهة إلى قطاع غزة لإيصال مساعدات إنسانية رمزية بعد فشل محاولة سابقة بسبب هجوم بطائرتين مسيّرتين على سفينة أخرى في البحر المتوسط.
وأبحر متطوعون، منهم غريتا تونبرغ؛ ناشطة مكافحة تغير المناخ، والممثل الآيرلندي ليام كانينغهام، على متن السفينة "مادلين" التي تحمل ما تصفها المنظمة بأنها «كميات محدودة ورمزية» من إمدادات الإغاثة، وفقاً لوكالة رويترز.
وتعرضت سفينة أخرى تابعة للمنظمة تدعى «كونشيس (الضمير العالمي)» لهجوم بطائرتين مسيّرتين قرب المياه الإقليمية لمالطا في أوائل مايو (أيار) الماضي. وحمّلت المنظمة الاحتلال مسؤولية هذا الهجوم.
وقالت تونبرغ، في مؤتمر صحافي قبل المغادرة: "نحن نفعل هذا لأنه مهما كانت الصعوبات التي تواجهنا، فإنه يتعين علينا الاستمرار في المحاولة؛ لأن اللحظة التي نتوقف فيها عن المحاولة هي اللحظة التي نفقد فيها إنسانيتنا".
وأضافت: "مهما كانت خطورة هذه المهمة، فإنها لا تقارن بخطورة صمت العالم أجمع في وجه الإبادة الجماعية للأرواح".
وقال "تحالف أسطول الحرية" إن الرحلة "ليست عملاً خيرياً، بل هي تحرك مباشر وسلمي لتحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني وجرائم الحرب المتصاعدة".
الاحتلال يصعد جرائمه بحقهن: 47 أسيرة فلسطينية في السجون الإسرائيلية
قال نادي الأسير الفلسطيني في بيان، إنّ "منظومة سجون الاحتلال تواصل التّصعيد من استهداف الأسيرات، من خلال ترسيخ جملة الجرائم، وسياسات السّلب والحرمان الممنهجة لحقوقهن، والتي اتخذت منذ بدء حرب الإبادة منحى غير مسبوق، تمثل في تصاعد الاعتداءات، وعمليات التّنكيل الممنهجة، وسياسة الإذلال، إلى جانب الجرائم الأبرز: التّعذيب، التّجويع، الجرائم الطبيّة، التّفتيش العاري، واحتجازهن في زنازين تفتقر للحد الأدنى من الشروط الصحيّة".
وأضاف أنه "واستنادا لمجموعة من الزيارات التي أجراها نادي الأسير لعدد من الأسيرات خلال النصف الثاني من شهر أيار/ مايو المنصرم، عكست شهاداتهن استمرار الجرائم بكافة أشكالها دون أي تغيير على الواقع الاعتقالي الذي فرضته منظومة السّجون منذ بدء الإبادة، إلى جانب استمرار تسجيل عمليات تفتيش، وقمع، واعتداءات متكررة بحقهن، وقد خيم على إفاداتهن تدهور الأوضاع الصحيّة لعدد منهن، لا سيما الأسيرات اللواتي يعانين من مشاكل صحيّة مزمنة، وحاجة عدد آخر منهنّ للعلاج والمتابعة.
ولفت نادي الأسير إلى قضية الأسيرة فداء عساف من قلقيلية المعتقلة منذ شهر شباط/ فبراير 2015، والتي تُعاني من سرطان في الدم، حيث يواجه وضعها الصحي تفاقما مستمرا، جرّاء ظروف الاعتقال القاسية، وحاجتها الماسّة للرعاية وللمتابعة الحثيثة، وبحسب الفحوص الطبيّة التي أُجريت لها مؤخرا في مستشفى "رمبام" الإسرائيليّ، فقد بيّنت أنّ المرض قد وصل إلى مرحلة أصعب مما كان عليه قبل الاعتقال وأنها بحاجة إلى علاج مضاعف، ومع ذلك يواصل الاحتلال اعتقالها على خلفية ما يسميه بـ"التحريض".
وتابع أنّ "حالة المعتقلة عساف، واحدة من بين عدد من الأسيرات اللواتي بحاجة إلى متابعة صحيّة بشكل حثيث، ونذكر هنا حالة الأسيرة حنين جابر من طولكرم وهي وأم لشهيدين، جرى اعتقالها في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2024، والتي تبين بعد اعتقالها أنها تعاني من ورم في الثدي، واليوم تحتاج جابر إلى متابعة صحيّة مضاعفة، وأن تكون خارج الأسر حتى تتمكن من الحصول على العلاج اللازم لها".
وبيّن نادي الأسير "أما على صعيد الاعتداءات المتواصلة بحقّ الأسيرات، فقط تعرضت الأسيرة كرمل الخواجا مؤخرا لاعتداء جرى بعد عملية قمع تعرضت لها الأسيرات في شهر أيار/ مايو المنصرم، حيث اقتحمت قوات القمع قسم الأسيرات وأقدمت على إخراجهن إلى ساحة السّجن، وأجرت تفتيشات للزنازين، وخلال عملية القمع اعتدت إحدى السجانات على الأسيرة الخواجا، كما أجريت لها محاكمة داخلية، وفرضت عليها جملة من العقوبات، ومنها عقوبات شملت الأسيرات اللواتي يقبعن معها، وكان من بينها عزل الأسيرة الخواجا، وحرمان الأسيرات من الخروج إلى الفورة – ساحة السّجن".
وأوضح أنّ "الأسيرات كما الأسرى كافة يواجهن جريمة التّجويع بشكل ممنهج، فقط عبّرن عن شعورهن بالجوع، بسبب كميات الطعام القليلة، وسوء نوعيتها، وتعمد إدارة السّجن في كثير من الأحيان تقليص لقيمات الطعام المقدمة لهنّ، علماً أنّ جريمة التّجويع سببت مشاكل صحيّة للأسيرات، وتحديداّ في الجهاز الهضمي إلى جانب النقصان الواضح في أوزانهن".
وفي سياق الحديث عن الانتهاكات والاعتداءات على الأسيرات، استعرض نادي الأسير شهادة للأسيرة (س. و) قالت فيها إنه "عند اعتقالي تعرضت لإهانات وشتائم وتهديد بالقتل، وقد بقيت على هذا النحو حتّى اليوم التالي من اعتقالي، وكل هذه المدة لم يسمحوا لي باستخدام دورة المياه، وفي الفجر أحضر جندي عينة من الخبز، ووضعها في فمي وأنا معصوبة، ثم وضع أنبوبة الماء على طرف فمي واستطعت بالكاد أن أشرب القليل من الماء، وفي ساعات الليل وأنا أحاول أن أجد وضعية غير مؤلمة للنوم، قام أحد الجنود بضربي على جبيني حتى أستيقظ، بعد ذلك نقلت إلى سجن ’هشارون’، وفي طريقي إلى الزنزانة كانوا ينعتوني بـ’عدوة الله’، حيث أُجبرتُ على النوم على الحديد في سجن ’هشارون’، أما على صعيد الطعام فقد قدموا لي لقيمات من الطعام، وكنت مجبرة على شرب الماء من الصنبور مباشرة، وبعدها نُقلت إلى سجن ’الدامون’، وفي اليوم التالي من نقلي إليه تم قمعنا وتقييدنا وإخراجنا لساحة السجن، وقامت قوات القمع بكسر علب البلاستيك، وتوزيعنا على الزنازين، حيث تحاول إدارة السّجن استغلال أي سبب من أجل قمعنا، فمجرد صدور أي صوت في قسم الأسيرات، يتم حرماننا من الفورة، أو إطفاء الضوء".
وأشار نادي الأسير إلى أنّ الاحتلال صعّد مؤخرا من عمليات اعتقال النّساء، بعد أنّ انخفض عددهنّ بعد صفقة التبادل الأخيرة. إذ اعتقل العشرات من النساء، واليوم يقبع في سجون الاحتلال 47 أسيرة من بينهن طفلة، وأسيرتان حامل في شهرهما الخامس، علما أن عددا من بينهن أمهات وطالبات ومعلمات وشقيقات لأسرى وشهداء، وغالبية الأسيرات معتقلات على خلفية ما يسميه الاحتلال بـ"التحريض"، إلى جانب اعتقال 8 أسيرات إداريا تحت ذريعة وجود "ملف سري".
يُشار إلى أنّه ومنذ بدء الإبادة سُجلت نحو 545 حالة اعتقال بين صفوف النساء، بعضهن اعتقلن رهائنا للضغط على أحد أفراد العائلة المطاردين لتسليم نفسه. وفي هذا الإطار جدد نادي الأسير مطالبته للمنظومة الحقوقية الدولية، المضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ الشعب الفلسطيني، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وأن تعيد المنظومة الحقوقية مراجعة دورها الأساس الذي وجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها خلال حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحها العالم لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب؛ حسبما ورد في بيانه.
وأوضح نادي الأسير في ختام بيانه، أن "كافة الجرائم والانتهاكات التي سجلت بحق الأسيرات بعد الإبادة تشكّل امتدادا لجرائم وانتهاكات تاريخية مارسها الاحتلال بحق الأسيرة الفلسطينية، إلا أن الفارق اليوم هو مستوى وكثافة هذه الجرائم وتوحشها".
كندا تحقق ضد جنود إسرائيليين بشبهة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بالحرب على غزة
أفاد تقرير اليوم، الثلاثاء، بأن الشرطة الملكية الكندية فتحت تحقيقا، في بداية العام الماضي، بشبهة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الحرب على غزة، ما أثار قلقا في أوساط الجالية اليهودية والمواطنين الإسرائيليين في كندا، لأن هذه المرة الأولى التي تجري فيها كندا تحقيقا رسميا كهذا.
وتطلق الشرطة الملكية الكندية هذه الأنواع من التحقيقات تسمية "تحقيقات هيكلية"، والتي تندرج ضمن برنامج كندا للجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب (CAHWCP)، وهو جهد مشترك بين الشرطة الملكية الكندية ووزارة العدل ووكالة خدمات الحدود الكندية ووزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية، وفق ما ذكر التقرير الذي نشره الموقع الإخباري "تورونتو ستار"
ويتعلق هذا التحقيق بمواطنين كنديين مشتبهين بالضلوع في جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب على غزة، وذلك في إطار خدمتهم في الجيش الإسرائيلي، ويرجح أن يشمل التحقيق جمع أدلة وتبادل معلومات مع سلطات دولية وتقديم لوائح اتهام إلى محاكم كندية.
ولم تعلن الشرطة الكندية من قبل عن التحقيق في "جرائم تتعلق بالصراع بين إسرائيل وحماس"، خلافا للتحقيق الذي تجريه حول جرائم حرب ارتكبت في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي كان النشر عنها واسع الانتشار.
وأشار موقع "واينت" في هذا السياق، اليوم، إلى وجود مواطنين كنديين كثيرين الذين يوصفون بأنهم جنود فرادا، بمعنى أنهم يتواجدون في إسرائيل لوحدهم وبدون عائلاتهم. وهناك مواطنون إسرائيليون يسكنون في كندا وجاؤوا إلى إسرائيل خلال الحرب من أجل الخدمة العسكرية، ثم عادوا إلى كندا.
وتقول وزارة العدل الكندية أن برنامج CAHWCP "هدفه منع ملاذ آمن عن مجرمي حرب، والعمل من أجل تحميل المسؤولية وإنفاذ القانون ضد هذه الجرائم".
وتعتبر إسرائيل أن التحقيق الكندي ضد جنودها يشكل تصعيدا لأزمة العلاقات بين الدولتين، بعد أن أدانت كندا في بيان مشترك مع بريطانيا وفرنسا، الشهر الماضي، "توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة"، مهددةً بفرض "عقوبات محددة" على إسرائيل. كما دعا البيان حماس إلى إطلاق سراح باقي الأسرى الإسرائيليين. وحثت كندا إسرائيل، الأسبوع الماضي، على التخلي عن خططها لبناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، وأكدت أن ذلك سيكون غير قانوني.
وذكر "واينت" أنه تسود في أوساط الجالية اليهودية والإسرائيليين في كندا تخوفات من اعتقالات أو أوامر استدعاء للتحقيق ضد الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي خلال الحرب. ونقل "واينت" عن مسؤول في الجالية اليهودية قوله إن "الشعور هو أننا أمام اشتعال للوضع".
وكتب إسرائيلي يسكن في كندا في مجموعة واتساب للإسرائيليين هناك أنه "نتواجد قبل وقت قصير جدا قبل تنفيذ اعتقالات ضد ’جرائم حرب’. وشبان كنديون كانوا أو ما زالوا في الجيش، سيحاكمون لدى عودتهم إلى كندا. وهذا أمر جدي للغاية يا رفاق. وهناك محامون باتوا يعنون بهذا الأمر. لكنهم لا يحققون مع الغزيين الذين جاروا إلى هنا".
ووصف إسرائيلي آخر التحقيق الكندي بأنه "ذروة معاداة السامية"، فيما أشار إسرائيلي ثالث في مجموعة الواتساب إلى أن هذا "يجعل الإسرائيليين يفكرون مرة أخرى إذا كانوا سيرسلون أولادهم إلى الخدمة في البلاد كجنود فرادا. وكندا أصبحت أكثر عداء تجاهنا يوميا"، حسبما نقل "واينت" عنهم.
الاحتلال يمدد اعتقال سناء دقة ليومين بتهمة "التحريض"
قررت محكمة الاحتلال الصهيوني، اليوم الثلاثاء، تمديد اعتقال سناء سلامة دقة، زوجة الشهيد الأسير وليد دقة، لمدة يومين، رغم طلب الشرطة "الإسرائيلية" تمديد الاعتقال لمدة 7 أيام، وذلك على خلفية اتهامات بالتحريض على "الإرهاب" وتمجيد منظمات مصنفة كـ"إرهابية" لدى الاحتلال.
وأوضح المحامي فادي برانسي، في تصريح، أنّ المزاعم الموجهة ضد دقة هي ذاتها التي تُكرر في مثل هذه القضايا، وتندرج ضمن محاولات تكميم الأفواه وملاحقة الناشطين الفلسطينيين.
ويوم الجمعة الماضي، مددت "محكمة الصلح" الصهيونية في مدينة حيفا، اعتقال سناء دقة، حتى اليوم الثلاثاء، وذلك بعد اعتقالها الخميس الماضي أثناء تواجدها في مدينة القدس المحتلة برفقة ابنتها الطفلة ميلاد.
وجاء اعتقال سلامة في أعقاب تحريض مباشر من قبل ما يسمى "وزير الأمن القومي" في حكومة الاحتلال، المتطرف "إيتمار بن غفير"، الذي دعا إلى ترحيلها بدعوى نشر "منشورات تحريضية".
ويأتي هذا الاعتقال في سياق تصعيد خطير تقوده سلطات الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين داخل أراضي الـ48، حيث أعلنت حكومة الاحتلال، الأربعاء الماضي، بدء تنفيذ "إجراءات ترحيل" بحق عدد من المواطنين، في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة وتشكل تصعيدًا في السياسات العنصرية ضد الفلسطينيين.
وبحسب مركز "عدالة" الحقوقي، فإن أربع حالات وصلت بالفعل إلى مراحل متقدمة من سحب الجنسية والترحيل، في وقت يتعرض فيه مئات آخرون للاستهداف ضمن سياسة إسرائيلية متصاعدة لسحب المواطنة.
يُذكر أن وليد دقة، أحد أبرز رموز الحركة الأسيرة الفلسطينية، استشهد في 7 نيسان/ أبريل 2024 بعد صراع طويل مع المرض جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال، بعد أن أمضى 38 عامًا في الأسر، ولا يزال جثمانه محتجزًا لدى سلطات الاحتلال.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire